غزة ــ عاد القيادي في «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أيمن نوفل، إلى قطاع غزة، بعد ثلاث سنوات قضاها معتقلاً في السجون المصرية. وقالت اللجنة التضامنية مع نوفل، التي أسّسها ذووه وأصدقاؤه للتعريف بقضيته قبل أكثر من عام، إنّ الأخير بات «حراً طليقاً»، من دون الإفصاح عن كيفية خروجه من السجن وطريقة وصوله إلى غزة، التي يربطها بمصر معبر رفح البري، علماً أن السلطات المصرية عمدت إلى إغلاقه مع تفجّر «ثورة» الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتغيير النظام المصري في 25 كانون الثاني الماضي. واحتشدت جماهير غفيرة من عائلة نوفل ومعارفه وقادة وعناصر في حركة «حماس» أمام منزله في مخيم البريج وسط قطاع غزة مساء أول من أمس، لاستقباله وسط هتافات وأناشيد إسلامية. وتجدر الإشارة إلى أن آلاف المعتقلين السياسيين والسجناء الجنائيين فروا من السجون المصرية، بعد حال الفوضى الأمنية التي شهدتها مصر، إثر تفجّر الثورة الشعبية.
وكانت أجهزة الأمن المصرية قد اعتقلت نوفل في 27 كانون الثاني عام 2008، لحظة دخول آلاف الغزّيين الأراضي المصرية، بعد تفجير مجهولين الجدار الإسمنتي على الحدود الفلسطينية المصرية، للتزود باحتياجاتهم اليومية في ظل حصار خانق عقب سيطرة «حماس» على القطاع منتصف حزيران عام 2007. وتردّد في حينه أن السلطات المصرية اعتقلت نوفل لحظة دخوله مصر برفقة مسلحين من كتائب القسام.
وتتهم حركة «فتح» نوفل بالمسؤولية عن قتل القيادي في كتائب شهداء الأقصى سميح المدهون، والتنكيل به خلال الاقتتال الداخلي الذي حسمته الحركة الإسلامية لمصلحتها، فأحكمت سيطرتها على القطاع.
وقال نشطاء في حركة «فتح» على منتديات الحوار «الفتحاوية» في ذلك الوقت، إنّ نوفل ومجموعته كانوا في «مهمة» لتصفية نشطاء من «فتح»، وقد هربوا إلى مدينة العريش المصرية عقب سيطرة الحركة الإسلامية على القطاع.
ونوفل شاب في أواخر العقد الثالث من العمر، متزوج ولديه ستة أبناء، وهو المعتقل الفلسطيني السادس الذي يتمكّن من الوصول إلى قطاع غزة بعد هروبه من سجن المرج المصري. ووصل قبل بضعة أيام خمسة معتقلين فلسطينيّين إلى القطاع بعد هروبهم من السجون المصرية، فيما ألقى الجيش المصري القبض على عدد من المعتقلين كانوا في طريقهم إلى القطاع قرب مدينة الشيخ زايد، على بعد 15 كيلومتراً من الحدود مع القطاع.
وتقدّر لجنة أهالي المعتقلين الفلسطينيّين في السجون المصرية عدد المعتقلين بتسعة وثلاثين معتقلاً، صدرت بحق معظمهم قرارات بالإفراج من المحاكم المصرية، لكن الأمن المصري كان يرفض دوماً تحريرهم. ويعدّ معتصم القوقا أقدم هؤلاء المعتقلين، إذ أمضى سبع سنوات في السجون المصرية، قبل أن يتمكن من الهرب من سجن «أبو زعبل» ويعود إلى منزله في مخيم الشاطئ في غزة.