وضع الرئيس السوري بشار الأسد الحرب الدائرة في بلاده في سياق محاولة الغرب لسلب «الهوية العربية والإسلامية»، في وقتٍ لا تزال فيه مفاوضات «جنيف 3» تراوح مكانها، باستثناء «خرق» أحدثه رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري. وطالب الأخير المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، بتأجيل الجولة القادمة من المباحثات، حتى إتمام الانتخابات التشريعية الشهر المقبل، إلا أن «معارضة الرياض» قابلت طلب دمشق بالرفض.
وأكّد الرئيس الأسد، أمس، أن الساحة العربية والإسلامية واحدة، معتبراً أن «الإرهاب الذي يضرب في كل مكان هو واحد»، مشدّداً على ضرورة «توحيد الجهود المخلصة والصادقة لمكافحته، ووقف تفشي هذه الظاهرة». وخلال استقباله أعضاء الأمانة العامة لـ«التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة»، رأى الأسد أن هدف الغرب «أن نخسر هويتنا العربية والإسلامية»، مشيداً بـ«أهمية الدور الذي تلعبه مثل هذه التجمعات والمنظمات الشعبية في زيادة الوعي وتحصين الشارع العربي»، وتحديداً في مواجهة «المصطلحات والمفاهيم المغلوطة التي يتم الترويج لها». واعتبر أن «الحرب التي تتعرض لها المنطقة هي حرب فكرية بالدرجة الأولى».
الأسد: الإرهاب
الذي يضرب في كل مكان هو واحد

أما في جنيف، فقد طالب رئيس الوفد الحكومي، بشار الجعفري، المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، بتأجيل المفاوضات لحين الانتهاء من الانتخابات التشريعية السورية، في 13 نيسان المقبل. وردّ دي ميستورا على طلب الجعفري بالقول إن «الجولة القادمة من المفاوضات ستكون الفاصلة»، مطالباً الوفد الحكومي بتقديم رؤيته لعملية الانتقال السياسي.
وأضاف الجعفري «أن الوفد الحكومي قدّم ورقة للحل السياسي قوامها وحدة سوريا والحفاظ على سيادتها واستقلالها السياسي والحفاظ على مؤسسات الدولة وإعادة الإعمار». وردّت المعارضة على دعوة الجعفري برفض أي تأخير في الجولة المقبلة من مباحثات السلام. وقال المتحدث باسم «الهيئة العليا للمفاوضات»، سالم المسلط «إنّنا لن نقبل تأجيلاً من أجل إجراء انتخابات غير شرعية»، مشيراً إلى «أننا لم نتلقّ شيئاً من دي ميستورا يفيد بالدعوة إلى التأجيل».
في السياق، رأى ممثل «اللجنة»، رياض نعسان آغا، أن انعدام المفاوضات المباشرة لن يعني فشلها، واضعاً ذلك في سياق «عدم رغبة دمشق في مناقشة الحكومة الانتقالية».
من جهته، وصف كبير مفاوضي «الهيئة»، والممثل السياسي لتنظيم «جيش الإسلام»، محمد علوش أداء وفده بـ«المتجاوب والمتفاعل»، لافتاً إلى «أننا قدمنا تصورنا بشكل مكتوب وخطي، حيال تنفيذ القرارات الأممية، للوصول إلى هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات». ورأى، في حديث إلى وكالة «الأناضول»، أن «النظام لا يريد حلاً»، مشيراً إلى أنه لو أراد حلاً، لـ«أرسل ضباطه الأمنيين الكبار لحل القضية». ووصف علوش دخول الروس إلى سوريا بأنه لم يكن «مطمئناً بل عدواناً»، معتبراً أن «خروج الروس كان بسبب التكلفة الباهظة للحل، وهم يريدون العودة، ونحن نرى أنها مناورة وليس انسحاباً». أما عن موقفهم من الهدنة وتواصلها، فقال إن «الفصائل على الأرض تعيد تقدير الموقف، ومن حقها الرد على كل خرق».
في المقابل، أكّد المعارض في مجموعة «موسكو ــ القاهرة»، قدري جميل، أن «فرض الشروط المسبقة يعيق تقدّم المفاوضات».
ودعا جميل «الهيئة» إلى الامتناع عن وضع أي شروط لم تدخل في قرار مجلس الأمن الرقم 2254، كذلك طالب الجعفري، في الوقت نفسه، بتقديم وجهة نظره إزاء المرحلة الانتقالية. وأضاف أنّ «عملية التفاوض عبر وسيط تتطلب وقتاً طويلاً، فيما يجب الإسراع لسوء الأوضاع الإنسانية»، مشيراً إلى أن «المجموعة أطلعت دي ميستورا على ضرورة عقد مفاوضات مباشرة تحت إشرافه».
في غضون ذلك، أعلن رئيس «مجموعة حميميم»، إليان مسعد، امتلاك المجموعة مكانةً وحقوقاً متساوية مع الوفود المعارضة الأخرى، في جنيف، مضيفاً أن المبعوث الأممي طلب من المجموعة تحضير وثيقة تخص موقف المجموعة من النظام، إن كان يجب تغييره أو تحسينه.
في سياقٍ منفصل، أعرب نائب رئيس «تحالف العشائر العربية التركمانية»، عمر دادا، عن رفضهم إعلان الأكراد نظاماً اتحادياً فيدرالياً، في مناطق سيطرتهم شمال سوريا، مؤكّداً «عدم سماح التركمان بتقسيم أراضي سوريا».
(الأخبار)

انسرت
الأسد: الإرهاب الذي يضرب في كل مكان هو واحد