بالتزامن مع الانتظار الدولي لمنح برلمان طبرق الثقة لحكومة «الوفاق الوطني»، برئاسة فايز السرّاج، اليوم، تمكّن الجيش الليبي من التقدّم ميدانياً أمام المجموعات الإسلامية المسلّحة. وحقّق، التابع لبرلمان طبرق، تقدّماً في مدينتي بنغازي وأجدابيا، وسط البلاد. وذكرت وكالة الأنباء الليبية «وال» أن القوّات المسلحة فرضت سيطرتها على مدينة أجدابيا (150 كلم جنوبي بنغازي)، إلى جانب مواصلة «طردها للجماعات الإرهابية»، في المحور الغربي لبنغازي.
وأعلن المتحدث باسم «الكتيبة 309»، منذر الخرطوش، أن الجيش الليبي سيطر أيضاً على ميناء المريسة وعلى حي الحليس وتقدّم في حي بوعطني، الذي يشهد اشتباكات عنيفة منذ السبت، مؤكداً سقوط أكثر من 15 مقاتلاً إسلامياً و3 جنودٍ آخرين في اشتباكات الأحد. وتعد السيطرة على ميناء المريسة «انتصاراً كبيراً» للجيش، إذ يُمثّل المرفأ مركز إمداد للجماعات المسلحة. وقال الخرطوش إن الجيش «قطع تماماً الإمدادات الواصلة إلى خط الجبهة للجماعات الإسلامية، غربي بنغازي باستيلائه على ميناء المريسة».
وقالت مصادر عسكرية، في وقتٍ لاحق، إن الجيش سيطر أيضاً على مستشفى الهواري شمال بنغازي، الذي تضرّرت رعايته الصحية بسبب أعمال العنف. وقال مصدر طبي أنه «إذا تسنّى حماية المستشفى، فسيؤدي ذلك إلى فرق كبير في الخدمات الطبية في المدينة».
في غضون ذلك، أكّد سكان محليون من مدينو سرت، أن مقاتلات قصفت منتصف ليل الأحد ــ الإثنين موقعين على أطراف المدينة. وأفادت المصادر المحلية أن «الغارات استهدفت منازل قريبة من حي القرضابية، التي هجرها أصحابها منذ فترة، واتخذها تنظيم داعش مواقع لتخزين الذخيرة، ولإقامة مقاتليه» .
وأوضحت المصادر أن «اضطراباً» ساد المنطقة لساعات، قبل أن يعود الهدوء من جديد، وسط تزايد اختفاء عناصر التنظيم من طرقات المدينة، في الأيام الماضية. ولفتت المصادر إلى أن عناصر «داعش» أخلوا، منذ يومين، المباني العامة التي كانت مؤسساته تشغلها، كالمحكمة والحسبة، وباتوا يستخدمون المنازل المهجورة التي سيطروا عليها، إذ ان غالبية أصحابها من عناصر نظام القذافي السابق. كذلك، أفادت وسائل إعلامية عدّة أن قارباً كان يقل مسلحين من «داعش» تعرّض لضربة جوية قرب مدينة صبراتة الليبية، دون أن تتبنى أيُّ جهةٍ هذه الغارات.
بدوره، حذّر نائب الممثل الخاص للأمين العام الأمم المتحدة، علي الزعتري، من أن الأزمة الإنسانية في ليبيا بدأت بالتفاقم، مناشداً المجتمع الدولي توفير المساعدات الإنسانية العاجلة، والبالغة قيمتها 166 مليون دولار لحوالى 2.4 مليون ليبي، التي لم تتوافر منها سوى 4.4 ملايين دولار، أي بنسبة 2.6%. وأكّد الزعتري أن المنظمة الدولية لا تواجه مشكلات في الوصول إلى المتضررين من الصراع الليبي، مشيراً إلى أن المشكلة الرئيسية تتمثل بعدم تقديم المجتمع الدولي للمساعدات المالية اللازمة، لتوفير المواد الغذائية والطبية وخدمات المياه والصرف الصحي وغيرها.