حيفا | في سياق الشحن الطائفي والمذهبي، تعتقد إسرائيل أنّه حان الوقت لقطف ثمار «تفخيخ الطوائف»، فلربما تعتقد تل أبيب أن الوقت قد حان لسلخ مواطني الجولان المحتل عن عمقهم العربي والسوري وذلك من خلال إحياء مشروع فرض الجنسية الإسرائيلية عليهم.المشروع القديم المتجدد الذي فشل سابقاً ويعاد طرحه اليوم بشكل او بآخر. إذ قامت عضو الكنيست الصهيونية اييلت شاكيد من حزب «البيت اليهودي» بزيارة للجولان المحتل الأسبوع الماضي، وخرجت على أثرها بتصريحات مفادها أنها التقت وجهاء من الجولان طالبوها بالعمل على منح الجنسية الإسرائيلية للمواطنين هناك.

هذه التصريحات سرعان ما لاقت تنديداً واسعاًَ من الجولانيين. وعقد، قبل أيام، اجتماع شعبي لأهالي الجولان أجمعوا فيه على رفضهم التصريحات الآنفة الذكر، مشددين على «أن مشروع فرض الجنسية الإسرائيلية فشل سابقاً وسيفشل دائماً».
الشيخ جاد الكريم فارس ناصر، أحد شيوخ الجولان المحتل، قال لـ«الأخبار»: «لقد عقدنا اجتماعاً لأهالي الجولان رفضنا فيه هذه الدعايات المغرضة، وقلنا إننا عرب سوريون وهويتنا سوريا»، مضيفاً إنّ «هذه التصريحات لن تزيدنا إلا تمسكاً بعروبتنا، الجولان صامد وسيبقى صامداً ولا أحد في العالم يستطيع تبديل هويته العربية السورية». من جهته، يرى الأسير المحرر والناشط السياسي، صادق قضماني، أنّ إسرائيل تراهن على الأزمة الحالية في سوريا لفرض مخططاتها على الجولانيين، معتبراً في حديثه مع «الأخبار» أنّه «رفضنا منذ اليوم الأول للاحتلال أي سيادة على أرضنا إلا سيادة الجمهورية العربية السورية، وأكدنا دائماً أن الجولان جزء لا يتجزأ من الدولة الأم سوريا، والآن يحاول هذا الكيان سلخنا عن وطننا من خلال إغراءات حياتية ومقارنات اقتصادية، أو من خلال أبواب طائفية حيث يراهنون على الأزمة السورية الحالية في إظهار ذاتهم كحماة لأبناء الطائفة العربية المعروفية».
ويتابع قضماني: «عقدنا اجتماعاً وأوصلنا رسالتنا عبره للعالم كله بما فيه دولة الاحتلال أننا لسنا فقط عرباً سوريين من منطق الحقيقة التاريخية، بل ومن خلال ما تمر به دولتنا السورية الآن ومحاربتها لدول الاستعمار، وتحالفها مع محور المقاومة لأن يقيننا أن سوريا دولة مستهدفة نتيجة لمواقفها».
أما الإعلامي والأسير المحرر، عطا فرحات، فيرى أنّ محاولات أسرلة الجولان وتهويده مستمرة منذ عام 1967، لكن الجولانيين كانوا بالمرصاد وأفلحوا في صد تلك المحاولات وإفشالها. أما التصريحات الأخيرة لعضو الكنيست، فيرى أنها «مجرد زوبعة في فنجان لا تلقى أي صدى لدى الجولانيين».