لا تزال أنقرة متحفظة حيال دعم «التحالف الدولي» عسكرياً رغم المحاولات الأميركية المتكرّرة لضمّها لهذا التحالف. وأجرى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اتصالاً هاتفياً بنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، قطع خلاله الرجلان وعداً بتعزيز مكافحة «داعش».
ويأتي الاتصال بين الرئيسين في وقت أعلن أردوغان، في طريق عودته من العاصمة الأفغانية كابول أول من أمس، أن بلاده تقدمت بأربعة طلبات لـ«التحالف الدولي»، وهي «إعلان منطقة حظر جوي، وإقامة منطقة آمنة، وتدريب السوريين وتزويدهم بالسلاح، وشن عملية ضد النظام السوري نفسه»، مضيفاً «ومن دون تحقيق هذه المطالب، لا يمكن أن نشارك في أي عمليات».
تواصل «وحدات
حماية الشعب» تقدّمها في عين العرب

وذكر أردوغان أن مسؤولين أميركيين والقوات المسلحة التركية ووزارة الخارجية ناقشوا ما ستقوم به الوحدات المعنية بخصوص إقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية، مؤكداً أن بلاده لن تتنازل عن المطالب الأربعة التي طرحتها كشروط لمشاركتها في «التحالف الدولي».
وتابع الرئيس التركي قائلاً «ليس واضحاً حتى الآن ما المطلوب منا بخصوص قاعدة إنجيرليك العسكرية. وحينما نعلم سوف نناقش الأمر مع وحداتنا الأمنية، وبناء على ما سنتوصل إليه، سنوافق على ما نراه مناسباً لنا، وإلا فلا يمكن أن نوافق».
ولفت إلى وجود أنباء تتردد في الآونة الأخيرة حول اعتزام بعض الدول، تزويد «حزب الاتحاد الديموقراطي» السوري (PYD) بالسلاح، «لتشكيل جبهة معهم ضد داعش»، مضيفاً «لكن هذا الحزب، بالنسبة إلينا الآن منظمة إرهابية لا تختلف عن منظمة بي كا كا. وبالتالي فإن من الخطأ أن تنتظر منا الولايات المتحدة صديقتنا، وحليفتنا في الناتو، أن نقول نعم بعدما وقفت وأعلنت صراحة دعمها لذلك الحزب». يأتي ذلك في وقت تواصل «وحدات حماية الشعب» تقدّمها في عين العرب وقضم المزيد من المساحات التي سيطر عليها «داعش» في الأيام الأخيرة، رغم قصف التنظيم العنيف لمواقع «الوحدات» في المدينة.
وفي شأن آخر، تطرق أردوغان إلى «مسيرة السلام الداخلي»، ورد على المطالب التي تقدم بها البعض لتحسين الظروف الإنسانية للزعيم الكردي، عبدالله أوجلان، وقال «هنا شخص محكوم عليه بالمؤبد، والدولة فعلت كل ما لديها من أجل تحسين هذه الظروف الإنسانية، ولا يوجد لديها أكثر من ذلك. فلا مجال لدينا لأن نشتري له فيلا خاصة ونسكنه فيها».
على جانب آخر، استقبلت طهران يوم أمس المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، حيث أجرى سلسلة لقاءات مع المسؤولين الإيرانيين. وأكد وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، ودي ميستورا، وفقاً لـوكالة «فارس»، «ضرورة أن يبذل اللاعبون المهمون الإقليميون والدوليون مساعيهم للتوصل الى حل سياسي على أساس الحقائق في الساحة السورية».
من جهته، أكد رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية في مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، علي أكبر ولايتي، أن الذين «يدعمون داعش بالمال والسلاح هم الآن بصدد كبح جماحه».
(الأخبار، أ ف ب)