في المقابل، باركت المقاومة العراقية الهجوم. وقال عضو المكتب السياسي لحركة «النجباء»، فراس الياسر، لـ«الأخبار»، إن «قرار المقاومة الإسلامية هو بالتأكيد الاستمرار في التصعيد. وسبق أن أعلنت المقاومة انطلاق مرحلة جديدة بنوعية ضربات جديدة». وتعليقاً على اتهامات بايدن، أضاف الياسر أنه «لا يهم من قام بالاستهداف. المهم تم الاستهداف. وننتظر تبني المقاومة الهجوم عبر بيان رسمي. هذه ضربات غير مسبوقة وبنوعية سلاح جديد»، محذراً من أنه «في حالة التعرّض للمقاومة في العراق، فإن المحور بكامله سيتدخّل إذا دعت الحاجة. ونحن لسنا في وارد التراجع في الفترة الراهنة». وأكد القيادي العراقي أن «القرار محسوم: المصالح الأميركية كلّها تحت الاستهداف في المنطقة، وبحسب استراتيجية المقاومة».
مقتل 3 جنود أميركيين وإصابة 35 في قصف بطائرات مسيّرة على معسكر في الأردن
والنقطة التي تم استهدافها، والتي يطلق عليها اسم «البرج 22»، تقع وفق ما تَظهر على الخرائط بمحاذاة الشريط الفاصل بين الأردن وسوريا، داخل الأراضي الأردنية، على مقربة من قاعدة «التنف»، الأمر الذي يثير تساؤلات عديدة حول استعجال عمّان نفي أن يكون الهجوم قد وقع داخل أراضيها، خصوصاً بعد إعلان بايدن ذلك. واللافت أيضاً أن الهجوم جاء بعد أقل من 12 ساعة على آخر مماثل استهدف «التنف» وقواعد أخرى في الحسكة ودير الزور، تمكّنت في خلاله المسيّرات من الوصول إلى أهدافها. ويأتي ذلك على رغم استقدام الولايات المتحدة معدّات عسكرية متطورة إلى المنطقة، وإجرائها عمليات تدريب متواصلة بهدف التصدي للمسيّرات على وجه التحديد، والتي تُستهدف بها هذه القاعدة خصيصاً، بسبب صعوبة استهدافها بالقذائف الصاروخية، جراء عمليات المراقبة المكثّفة التي تجريها القوات الأميركية بالتعاون مع فصائل محليّة تابعة لها، في محيط القاعدة.
وعلى عكس الهجمات السابقة، التي عتّمت واشنطن عليها، واكتفت بالإعلان عن حدوثها، يبدو أن حجم الإصابات البالغ هذه المرة أكبر من أن يتم التعتيم عليه. وكانت واشنطن قد ذكرت، في إحصاءات أعلنت عنها يوم الجمعة الماضي، أن قواعدها في العراق وسوريا تعرّضت خلال الفترة الماضية لـ158 هجوماً، تسببت بإصابة 70 جندياً جروح معظمهم طفيفة، باستثناء إصابة خطيرة تعرض لها جندي أميركي في العراق، نهاية شهر كانون الأول الماضي.
وخلال الشهرين الماضيين، فشلت الولايات المتحدة في الحد من الهجمات التي تتعرّض لها قواعدها في سوريا والعراق، على رغم شن هجمات وغارات على مواقع زعمت أن مقاتلي المقاومة يتحصّنون فيها. وسيكون من شأن ذلك أن يزيد الضغوط على واشنطن، التي تدرس، وفق تسريبات صحافية أميركية، سبل انسحابها من سوريا، بالتوازي مع مفاوضاتها للانسحاب من العراق، في ظل الفاتورة الباهظة لوجودها، الذي يعتبر، بالمناسبة، أحد أبرز العوامل التي عقّدت الحرب السورية، وأدت إلى نمو نزعات انفصالية، أبرزها مشروع «الإدارة الذاتية» الكردي، في شمالي شرق سوريا.