غزة | بشكل هادئ، تتصاعد الأحداث الميدانية بين المقاومة والاحتلال في قطاع غزة، فيما التطورات التي تجري في السجون تدفع إلى تسخين الأوضاع في القطاع. ففي الوقت الذي نفذت فيه المقاومة مناورات صاروخية باتجاه البحر كنوع من التحذير إلى العدو، أعلن جيش الاحتلال إسقاط طائرة مسيّرة فلسطينية جنوب القطاع. وقالت مصادر محلية، لـ«الأخبار»، إن المقاومة الفلسطينية أطلقت طائرات مسيّرة من جنوب القطاع باتجاه مستوطنات الغلاف. وبينما رمت منظومة "القبة الحديدية" باتجاه الطائرات صاروخين، أعلن جيش الاحتلال إسقاط إحداها أثناء تحليقها على علوّ شاهق، لتُسمع أصداء انفجارات صواريخ الاعتراض في مجلس إشكول الاستيطاني جنوب غزة.ويعترف الاحتلال بأن فصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع تستخدم باستمرار أنواعاً مختلفة من الطائرات المسيّرة، ويتجنّب إسقاط هذه المسيّرات إذا لم تخترق الحدود أو لم تحلّق على ارتفاعات شاهقة جداً، بحسب محرر الشؤون الفلسطينية في قناة «ريشت كان»، اليؤر ليفي. لكن جيش العدو قال أمس إنه أسقط الطائرة المسيّرة بينما كانت في طريقها إلى دولة الاحتلال، زاعماً أنه تم رصدها منذ بدء تحليقها و«لم تدخل الأراضي الإسرائيلية ولم تشكّل أيّ خطر على سكان الغلاف». من جهتها، كشفت مصادر في المقاومة أن الأخيرة تعمل خلال الفترة الحالية على تطوير قدراتها العسكرية بما يفاجئ الاحتلال خلال أي مواجهة مستقبلية، فيما لا تغيب عن القضايا الوطنية، وخاصة ما يجري في القدس وضد الأسرى في السجون.
وفي هذا السياق، وللمرة الثانية خلال أيام، أجرت فصائل المقاومة في غزة عمليات إطلاق صواريخ تجريبية باتجاه البحر بعد أيام من مناورة عسكرية صاروخية أطلقت فيها عدداً كبيراً من الصواريخ، فيما كشفت مصادر في حركة «الجهاد الإسلامي» أن «سرايا القدس» جرّبت أخيراً طرازاً جديداً من الصواريخ.
وأجرت المقاومة، مساء الخميس الماضي، مناورة صاروخية بعيدة المدى في إطار تطوير قدراتها العسكرية وزيادة دقّة الصواريخ. وقالت أوساط مقرّبة من المقاومة إن المناورة جاءت كرسالة تهديد إلى إسرائيل في ظل ما يتعرّض له الأسرى الفلسطينيون من قمع واعتداءات داخل سجون الاحتلال. وتكرّر المقاومة تجاربها الصاروخية بشكل دوري من شواطئ القطاع، ضمن استعداداتها لأيّ مواجهة محتملة مع العدو الإسرائيلي.
كشفت مصادر في حركة «الجهاد الإسلامي» أنها جرّبت أخيراً طرازاً جديداً من الصواريخ


وتتزامن المناورة الثانية للمقاومة مع تواصل الاعتداءات من قبل الاحتلال على الأسرى الفلسطينيين في السجون، حيث أفيد عن إطلاق الغاز المسيّل للدموع تجاههم في سجنَي «إيشل» و«ريمونيم»، وهو ما أدى إلى اندلاع مواجهات. ويواصل تسعة معتقلين إداريين إضرابهم عن الطعام رفضاً لاعتقالهم الإداري، وهم: كايد الفسفوس من مدينة دورا، سلطان الخلوف من بلدة برقين/ جنين، اللذان يواصلان الإضراب عن الطعام منذ 18 يوماً، إضافة إلى المعتقل أسامة دقروق الذي يواصل إضرابه منذ 14 يوماً. وانضم إليهم منذ 11 يوماً في سجن «ريمون» المعتقلون: هادي نجي نزال، محمد تيسير زكارنة، أنس أحمد كميل، عبد الرحمن إياد براقة، محمد باسم أخميس وزهدي طلال عبيدو.
من ناحية أخرى، أعلن المندوب القطري في الأراضي الفلسطينية محمد العمادي أن لجنة إعادة إعمار غزة، بالتعاون مع "صندوق قطر للتنمية"، ستبدأ عملية صرف منحة المساعدات النقدية للأسر المتعفّفة في القطاع اليوم، بما يشمل 100 ألف أسرة.