مع اقتراب موسم الحصاد، وجني الموسم الشتوي الذي ينتظره فلّاحو ريفَي الحسكة والرقة اللذَين تسيطر عليهما الفصائل الموالية لتركيا، فوجئ هؤلاء بصدور قرار عن «المجلس المحلّي» التابع للفصائل بعدم شراء محصول القمح والشعير للعام الحالي منهم. وتعتقد مصادر مطّلعة في مدينة رأس العين، في حديث إلى «الأخبار»، أن «تهرّب المجلس المحلّي من شراء المحصول، وسيطرة قادة الفصائل على طرق التجارة إلى الداخل التركي وبالعكس، سيفتحان المجال للتجّار الأتراك، بالاشتراك مع قادة الفصائل، لشراء المحصول بثمنٍ بخس ونقله إلى الداخل التركي». وتضيف المصادر أن «هذا القرار سيكبّد الفلاحين خسائر فادحة، وخصوصاً مع ارتفاع التكاليف بالنسبة إلى الزراعة والحصاد، وارتفاع أسعار المحروقات».من جهتهم، يقول بعض الفلاحين الذين تواصلت معهم «الأخبار»، إنه «ليس أمامنا سوى البيع بسعر منخفض للتجار، فلا يُسمح لنا بإخراج القمح»، مضيفين أن «الفصائل أصدرت أخيراً قراراً بمنع الاقتراب من الساتر الترابي الذي يفصل بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة "قسد"». ويلفت هؤلاء إلى أن «الكثيرين منهم لم يعودوا يستطيعون حصاد محاصيلهم في هذه المنطقة، بعدما زرعوها في العام الماضي ولم يُبلغهم أحد بأن الاقتراب منها والعمل فيها ممنوع»، متابعين أنه «بالرغم من كلّ الوفود والوساطات التي تدخّلت لدى قادة الفصائل، إلّا أن الرفض كان قاطعاً». كذلك، أبلغت بعض الجماعات المنتشرة في المنطقة الفلاحين والمزارعين بوجوب دفع الزكاة من محصولهم بشكل مباشر فور حصاده، تحت طائلة الحجز على الأرض الزراعية للمخالف منهم لمصلحة قيادة الفصيل.