من جهته، حذّر المكتب السياسي لـ«أنصار الله» من المراوغة السعودية، مطالباً، في بيان، الرياض، بـ«التعامل الجادّ مع مطالب الشعب اليمني المشروعة، ومنها إعادة الإعمار وخروج القوات الأجنبية إذا كانت تريد السلام». لكن عضو المكتب السياسي في الحركة، محمد البخيتي، كشف، في تصريحات صحافية، عن «تمكّن الوساطة العُمانية من تحقيق تقدّم كبير في المفاوضات المباشرة مع الجانب السعودي في صنعاء»، وعبّر عن أمله بانتهاء الأزمة والتوصّل إلى اتفاق شامل. وحول موعد إعلان نتائج المباحثات، قال البخيتي إن هذه الأخيرة تجاوزت مسألة الهدنة إلى الحلّ النهائي.
ويتزامن التقدُّم المُحرز مع عودة التحرّكات الأميركية المكثّفة في المنطقة، إذ بدأ المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، جولة جديدة في الخليج، «لدعم الجهود الجارية لتأمين اتفاق جديد في شأن عملية سلام شاملة»، بحسب ما جاء في بيان للخارجية الأميركية، أشارت فيه إلى أنه «بعد أكثر من عام من الجهود الدبلوماسية المكثّفة للولايات المتحدة والأمم المتحدة والدعم من الشركاء الإقليميين، يشهد اليمن فرصة غير مسبوقة للسلام». ولفتت إلى أن ليندركينغ سيلتقي، خلال زيارته، شركاء يمنيين وسعوديين ودوليين لمناقشة الخطوات اللازمة لتأمين وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة بوساطة الأمم المتحدة، مع ضمان استمرار الجهود لتخفيف الأزمة الاقتصادية ومعاناة اليمنيين.
لا يزال الخلاف قائماً حول موعد صرف رواتب الموظفين وآليّته
وتوازياً، كثّف سفراء بريطانيا وكندا وفرنسا إلى جانب النروج، لقاءاتهم بأعضاء في «المجلس الرئاسي» في العاصمة السعودية الرياض. ووفقاً لوكالة «سبأ» التابعة لحكومة عدن، فإنّ السفراء، كلاً على حدة، التقوا رئيس المجلس رشاد العليمي، ونائبَيه عيدروس الزبيدي وسلطان العرادة، لمناقشة دعم الجهود التي يقودها المبعوث الأممي، الذي تم تحييده أخيراً من قِبَل السعودية. وكان العليمي قد أكد، مساء الأربعاء، خلال لقائه سفير النروج لدى اليمن، جاهزية مجلسه تجاه استحقاقات السلام في اليمن، فيما أفادت قناة «الحدث» السعودية بأن مشاورات سياسية بين قيادات الأحزاب والمكوّنات السياسية اليمنية ستعقد بعد انتهاء مفاوضات صنعاء، بناءً على دعوة من «المجلس الرئاسي»، الذي كلّف الزبيدي التواصل مع قيادات الأحزاب ودعوتها إلى اللقاء. وبحسب القناة، فإنّ هدف الاجتماع «إطلاع تلك القيادات على ما تمّ التوصّل إليه في المفاوضات» مع حركة «أنصار الله»، والدفع نحو الانخراط في جهود الحلّ السياسي.