الحسكة | للمرّة الثالثة خلال شهر رمضان، استهدفت «المقاومة الشعبية»، المدعومة من إيران، قواعد الاحتلال الأميركي في سوريا، من دون ورود معلومات عن حجم الخسائر. وسُمع، عصر أوّل من أمس، دويّ عدد من الانفجارات داخل قاعدة «معمل غاز كونوكو» التابعة لـ«التحالف الدولي» شمال دير الزور، وهو ما أعقبه استنفار أميركي في محيط القاعدة، وتحليق للطيران الحربي والمسيّر. واتّبع «التحالف» في هذه الإجراءات تكتيكاً دفاعياً جديداً؛ إذ أطلق عدداً من الطائرات المسيّرة، بالإضافة إلى بالون مراقبة، بهدف رصد أماكن إطلاق الصواريخ، تمهيداً لإسقاطها عبر منظومة دفاع جوّي تمّ نصبها داخل كونوكو»، للتصدّي لأيّ هجمات متوقَّعة عليها. وبينما ذكرت وسائل إعلام تابعة لـ«قسد» أن «التحالف» تمكّن من إسقاط طائرة مسيّرة إيرانية خلال تحليقها في أجواء القاعدة، أصدرت القيادة الوسطى الأميركية بياناً أكدت فيه أن «هجوماً صاروخياً استهدف قوات التحالف الدولي في موقع دعم المهمّة في كونوكو شمال شرق سوريا، من دون أيّ ضرر يذكَر»، موضحةً أن «صاروخاً سقط بالقرب من موقع التحالف، فيما عُثر على قاعدة إطلاق صاروخ آخر، في نقطة انطلاق الصاروخ الأوّل نفسها»، مضيفةً إن «الهجوم لم يسفر عن أيّ إصابات أو أضرار في القاعدة أو ممتلكات التحالف».ويشي البيان الأميركي بنجاح جديد للمقاومة الشعبية، متمثّل في تنويع أدوات الهجمات وأماكنها. إذ ثبت استهداف قواعد «التحالف» من داخل مناطق سيطرة «قسد»، وهو ما تجلّى في تأكيد الأوّل العثور على منصّة إطلاق صاروخ خلال عمليات تفتيش في محيط «كونوكو». كذلك، نُفّذ هجوم مطلع رمضان بطائرة مسيَّرة مصنَّعة يدوياً، انطلقت من الحدود السورية - العراقية في اتّجاه أكثر القواعد تحصيناً في مطار خراب الجير في الريف الشمالي الشرقي للحسكة. وفي هذا السياق، يؤكّد مصدر ميداني، لـ«الأخبار»، أن «الهجوم على قاعدة كونوكو يحمل رسالة إلى الأميركيين بأن كلّ التعزيزات الأخيرة التي استقدموها إلى قواعدهم، غير مجدية أمام إصرار المقاومة على ضرب هذه القواعد»، مضيفاً إن «المقاومة نجحت مرّة أخرى في اختراق أنظمة المراقبة الحديثة والدفاع الجوي التي نصبها التحالف أخيراً». وينفي المصدر «كلّ الأنباء عن إسقاط طائرة مسيّرة في أجواء كونوكو»، متوقّعاً أن «تتواصل عمليات استهداف القواعد الأميركية إلى حين تحقيق هدف المقاومة، وهو خروج قوات الاحتلال الأميركي من سوريا».