غزّة | تزامناً مع مناورة عسكرية لجيش الاحتلال على حدود قطاع غزة، نفّذت الأجنحة العسكرية التابعة لفصائل المقاومة الفلسطينية، والمنضوية ضمن الغرفة المشتركة، مناورة موسّعة أَطلقت عليها اسم «الركن الشديد 3» قرب السياج الحدودي لشمال القطاع، مُحاكيةً من خلالها سيناريوات إغارة على مواقع العدو، وأسْر جنود منه لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين. وبحسب ما علمته «الأخبار» من مصادر في المقاومة، فإن المناورة كانت مقرَّرة بشكل مسبق، وهي تُعدّ امتداداً لتدريبات عسكرية سابقة جرت خلال العامَين الماضيَين وسُمّيت «الركن الشديد»، إلّا أن تنفيذ الجولة الأخيرة جاء مفاجئاً بغرض قياس جهوزية المقاوِمين واستجابتهم، مبيّنة أنها جرت في موقع عسكري تابع للغرفة المشتركة يطلَق عليه اسم «عرين الأسود»، ويقع في منطقة بيت لاهيا. وتَلفت المصادر إلى أن التدريب يستهدف اختبار استعدادات المقاومة للمواجهات المقبلة مع الاحتلال، في ظلّ تقديرات بأن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ستنتهج سياسات قد تدفع نحو معارك جديدة.من جهتها، أعلنت «الغرفة المشتركة»، في بيان صدَر في ختام المناورة، أن الأخيرة «جرت لقياس سرعة استجابة قوات المقاومة لأيّ طارئ، واختبار جهوزية المقاتلين للتعبئة والتصدّي للعدوان»، مضيفةً أنها «تأتي تتويجاً لفترة من التدريب المتقدّم المشترَك لنخبة من مُقاتلي الفصائل، واستُخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسّطة»، كما تضمّنت سيناريوات تكتيكية مختلفة، أبرزها عملية إغارة خلْف خطوط العدو لأسْر جنود إسرائيليين. وأشار البيان إلى أن «هذا الفعل الميداني المشترك يُنفَّذ على أرض أوّل موقع عسكري يضمّ الفصائل كافة، ويعبّر عن مدى إيمان المقاومة بوجوب توحيد الجهود في مواجهة العدو، والوقوف أمام التحدّيات التي تعصف بالمقدّسات والقضية الفلسطينية، وتوحيد الجبهات كافة لمقارعة الاحتلال ومنْعه من الاستفراد بأيّ جزء من أرضنا المباركة وشعبنا الأبيّ». وطمْأنت «المشتركة»، الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، إلى أن «المقاومة ستظلّ تعمل ليلَ نهارَ حتى كسْر القيد»، مُعاهِدةً «أبناء الشعب الفلسطيني بأن نبقى صمّام الأمان والسيف المشرع لحماية الأرض والإنسان والدفاع عن المقدسات».
من جهته، أشار القيادي في «حركة الجهاد الإسلامي»، أحمد المدلل، إلى أن «المناورة تأتي تأكيداً لوحدة موقف فصائل المقاومة، بعد محاولة الاحتلال خلْق خلافات بينها»، مضيفاً أنها تستهدف أيضاً «الردّ على تدريبات الاحتلال في مستوطنات "غلاف غزة"، والتي يُراد من خلالها بثّ حالة من الخوف والتهديد لأبناء شعبنا وكسْر إرادته والتفريق بينه وبين المقاومة». وتابع أن التدريب أتى كذلك «لإبراز قوّة المقاومة وتطوّر أدواتها وخبراتها، والتأكيد أنها في أتمّ الجهوزية للردّ على أيّ عدوان على أبناء شعبنا». وكانت «الغرفة المشتركة»، نفّذت، نهاية العام الماضي، مناورة عسكرية باسم «الركن الشديد 2»، شارك فيها 12 جناحاً، وشهدت تجارب صاروخية تجاه البحر، فضلاً عن أنشطة عسكرية متنوّعة برّاً وبحراً وجوّاً.
في المقابل، وتزامناً مع تصريحات لوزير أمن الاحتلال المنتهية ولايته، بيني غانتس، دعا فيها الجيش إلى الاستعداد لاحتمال تصعيد لأسباب سياسية وأمنية، أجرى جيش العدو، صباح أمس، مناورة عسكرية تخلّلها إطلاق قذائف وصواريخ وحركة موسّعة للقوات والآليات في منطقة «غلاف غزة»، التي سُمعت فيها أصوات صافرات الإنذارات كجزء من التدريب أيضاً.