غزة | مع استمرار المباحثات بين المقاومة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، عبر الوساطات العربية والدولية، أكّدت الفصائل أنّ معركتها الحالية تهدف إلى إنهاء التقسيم الزماني للمسجد الأقصى، وإيقاف عملية اقتحامه من قبل المستوطنين، بحماية شرطة الاحتلال.وبحسب مصدر في المقاومة، فقد تواصلت الاتصالات والمباحثات مع المصريين، على مدار اليومين الماضيين، في وقت طلبت فيه الفصائل من المصريين الضغط على الإسرائيليين، لمنع الاقتحامات في المسجد الأقصى، كي لا تضطرّ للدخول في معركة عسكرية جديدة.
وأكّدت الفصائل أنّها لن تكتفي بمنع ذبح القرابين داخل المسجد، بل هي معنيّة بوقف اقتحامه من قبل المستوطنين، إضافة إلى وقف الانتهاكات التي تقوم بها الشرطة تجاه المعتكفين، مشدّدة على أنّ هذه الاستفزازات ستؤدّي إلى تفجُّر الأوضاع من جديد. كذلك، أشارت المقاومة إلى أنّ العمليات الفدائية الجديدة، التي ستنطلق خلال الأيام المقبلة بعد إنهاء قضية ذبح القرابين، ستكون وفق هذا العنوان.
واقتحمت، أمس، مجموعة من المستوطنين، يُقدّر عددها بـ545 شخصاً، باحات المسجد الأقصى، بعد اعتداء قوات الاحتلال على المصلّين، وإفراغ ساحات المسجد منها، تزامناً مع جولة استفزازية في البلدة القديمة للقدس، نفّذها رئيس تحالف الصهيونية الدينية، بتسلئيل سموتريتش، بصحبة عدد من نواب الكنيست والمستوطنين.
في مقابل ذلك، جدّدت حركة "حماس" تأكيدها على استمرار الرباط لحماية المسجد الأقصى، مشدّدة على أنّ استمرار اقتحامه والاعتداء على المصلّين، يواجَه بمزيد من الصمود والتصدّي، رفضاً لسياسة الأمر الواقع وإفشالاً لمحاولات التقسيم.
اقتحمت أمس مجموعة من المستوطنين يُقدّر عددها بـ545 شخصاً باحات المسجد الأقصى


وعلى خلفية هذه الأحداث، بثّت وسائل الإعلام العبرية موادَّ تحريضية ضد قائد حركة "حماس" في الضفة الغربية، صالح العاروري، المتواجد في تركيا. واتّهمته بالمسؤولية عن التصعيد الأخير. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنّه يقف خلف الأحداث المتفجّرة في مدينة القدس، إذ إنّه "شكّل خلايا مسلّحة في الضفّة، ونجح في تنفيذ عمليات فدائية".
وبالتزامن مع زيادة التحذيرات من تطوّر الأحداث في القدس، إلى الضفة المحتلّة وقطاع غزة، ومن إطلاق الصواريخ، عزّز الجيش الإسرائيلي، أمس، قوّاته في الضفّة، لتصل إلى 24 كتيبة. ونشر عدداً من منظومات القبّة الحديدة في المنطقة الجنوبية، خشية إطلاق صواريخ من قطاع غزة تجاه الأراضي المحتلّة.
بدوره، لم يخفِ الإعلام العبري خشية المستوى الأمني والعسكري من دخول قطاع غزّة على خطّ المواجهة، إذ زعم الكاتب في "القناة 13"، حيزي سمان توف، أنّ "حركة الجهاد الإسلامي" - أو قسماً بسيطاً منها - تدفع في اتجاه إطلاق الصواريخ بشكل فوري من غزّة، للتضامُن مع المسجد الأقصى. وقال، إنّه "رغم أنّ حماس لا ترغب بالتصعيد في غزة، إلّا أنّ هناك أصواتاً قليلة داخلها ترغب في إطلاق الصواريخ من غزّة، بطريقة محسوبة لا تؤدّي إلى عملية واسعة، من أجل التضامُن مع المسجد الأقصى، ولكي يرى المصريون والعالم العربي أنّها لم تبقَ صامتة".
مع ذلك، اعتبر توف أنّ "حماس لا تزال تشجّع وتوجّه وتحرّض، لكي تُشعل المنطقة"، مضيفاً أنّ الحركة "تعتقد بأنّ إشعال المنطقة في القدس والمسجد الأقصى، سيخدم أجندتها لأنّها ستوحّد كلّ العالم العربي، بما في ذلك الدول العربية التي وقّعت على اتفاق أبراهام".