واصلت «قسد»، لليوم الحادي عشر على التوالي، حصارها لأحياء تقع تحت سيطرة الحكومة السورية، في مدينتَي القامشلي والحسكة، مانعةً وصول الطحين والمحروقات إليها، ما تسبّب بأزمة إنسانية ومعيشية صعبة، في ظلّ استمرار تعثّر المحاولات الروسية لإيجاد تفاهمات تُنهي الحصار. وعلى رغم خوض الطرفين، السوري الحكومي و«قسد»، عدّة اجتماعات ثنائية برعاية روسية في كلٍّ من القامشلي وحلب، تشير المعلومات إلى أن تصعيد «الإدارة الذاتية» مطالبها خلال كل اجتماع، حال دون إنهاء الحصار. وأكدت مصادر مطّلعة على مسار الحوار بين الطرفين، أن «قسد طالبت بتزويد أربعة أفران غير مرخّصة حكومياً في حي الشيخ مقصود بمادتَي الطحين والمحروقات المدعومتين، وتمّت الموافقة على ذلك، لكنها استمرّت بالحصار». وأشارت المصادر إلى أن «قسد باتت تطالب بإزالة حواجز الجيش السوري التابعة للفرقة الرابعة، من مدخل حي الشيخ مقصود، أو استبدالها بوحدات أخرى من الجيش السوري». من جهته، نفى عضو «هيئة الرئاسة المشتركة» في «حزب الاتحاد الديموقراطي»، ألدار خليل، في تصريح لوسائل إعلام كردية، «وجود أيّ قرار بمواجهة عسكرية مع القوات الحكومية الموجودة في مدينتَي الحسكة والقامشلي». وأقرَّ خليل «بوجود اجتماعات متكرّرة مع ممثّلين عن الحكومة السورية، لبحث إمكانية إنهاء الحصار، لكنها لم تتوصّل إلى أيّ نتيجة حتى الآن». لكنّ مصدراً حكومياً رسمياً رفض، بدوره، الرّد على هذه التصريحات، مؤكداً أن «الحكومة السورية موجودة عبر مؤسّساتها الخدمية، وتقدّم الخدمات لكلّ المواطنين، بغضّ النظر عن انتماءاتهم»، لافتاً إلى أن «قسد المرتهَنة للأميركيين، ستعود في نهاية الأمر إلى الدولة السورية لحلّ القضية، وهي تدرك حجم الاستيعاب التي تبديه الحكومة تجاه أيّ مشاكل تريد إثارتها في المنطقة». واعتبر أن ما يحصل في الحسكة، هو «محاولة أميركية، من خلال قسد، للضغط على الدولة السورية وروسيا»، معبّراً عن ثقته بـ«إمكانية نجاح الجهود الحكومية الروسية المشتركة، بإنهاء الحصار وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه». كما أظهرت «الإدارة الذاتية» رغبةً في التصعيد عسكرياً في مدينة القامشلي، من خلال اقتحام عناصرها منشآت خدمية حكومية في المدينة، إلّا أن الأجهزة الحكومية حرصت على عدم الاصطدام معها، ولجأت إلى التعاون مع الروس لإعادة هذه المنشآت، وهو ما تمّ جزئياً.