بعد ساعات من اجتماعها في مكتب قائد حركة «حماس» في قطاع غزة، يحيى السنوار، أعلنت الفصائل الفلسطينية حالة التعبئة العامة في القطاع، استعداداً لإمكانية الدخول في مواجهة جديدة مع الاحتلال، فيما بلغت استعدادات الأجنحة العسكرية المنضوية تحت غرفة العمليات المشتركة درجة «استنفار حرب». وبحسب ما علمت «الأخبار»، من مصادر عسكرية فلسطينية عدّة، فقد أتمّت الفصائل الفلسطينية استعداداتها لردّ غير متوقّع على الاحتلال في حال نفّذ جرائمه في المسجد الأقصى أو مخيم جنين. ومساء أمس، وعلى خلفية تهديدات المقاومة والتصعيد في القدس والضفة، أجرى أمير دولة قطر، تميم بن حمد، اتصالين بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية. وبحسب مصادر "الأخبار"، فإن الاتصال تمحور حول جهود التهدئة في القدس والضفة وغزة، حيث دعا تميم إلى الحفاظ على الهدوء، كما نقل في المقابل، وعوداً إسرائيلية غير مباشرة، بعدم السماح للمستوطنين المتطرّفين بذبح القرابين في المسجد الأقصى، مساء أمس واليوم. وبموازاة ذلك، أكد نائب رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس"، صالح العاروري، أن "ذروة العدوان الذي كان يخطّط له الاحتلال، هو ذبح القرابين في ساحات المسجد الأقصى، ولذلك شعبنا نهض في كل مكان وبالأخصّ في القدس وساحات الأقصى"، مشيراً الى أن "الاحتلال أرسل رسالة عبر وسطاء بأنه سيمنع مجموعات المستوطنين من ذبح القرابين في الأقصى"، لكن "نحن لا نثق في وعود الاحتلال، بل نثق في قدرة شعبنا ومقاومته على مواجهة الاحتلال". وقال العاروري إن العنوان الأساسي لاجتماع الفصائل في غزة، كان "الدفاع عن الأقصى والقدس"، معلناً أنه "خلال أيام، سيُعقد اجتماع فصائلي آخر في لبنان لأجل الغرض نفسه، وهو حماية القدس والمقدسات".
وبجوار الغرفة المشتركة لعمليات المقاومة، أقامت الفصائل الفلسطينية غرفة تنسيق سياسي للمواقف داخل القطاع، للتعامل مع التطوّرات الحاصلة في مدينتَي القدس المحتلة وجنين، وسط اتفاق على مستويات الردّ في حال تجاوز الاحتلال الخطوط الحمر. وفي هذا الإطار، قال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، زكريا أبو معمر، إن الفصائل الفلسطينية شيّدت غرفة سياسية إلى جوار غرفتها العسكرية، للتأكيد على دورها الكبير «مع كل شعبنا وقواه في كل مكان». من جهته، قال القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي»، خالد البطش، إن سلاح المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يُمثّل «رافعة للمشروع الوطني، ولن يكون معزولاً عن المعركة»، مؤكداً أن المقاومة لن تسمح بخلْق وقائع جديدة في المسجد الأقصى، وشدّد على أن تهديد الاحتلال باقتحام مخيم جنين والقيام بمذبحة مماثِلة لما ارتكبه قبل عشرين عاماً، أو التلويح بـ«ذبح القرابين» في المسجد الأقصى، واستمرار الإعدامات الميدانية في الضفة الغربية، جرائم سيتحمّل الاحتلال تبعاتها. وفي السياق نفسه، دعت «حماس»، الشعب الفلسطيني، إلى «النفير في فجر حماة الأقصى»، وقالت: «رباط أهلنا وشعبنا المتواصل في الفجر العظيم في ساحات المسجد الأقصى المبارك، تعبير عن وحدة شعبنا وقوته في مواجهة الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيه، وعن تمسّكه بحقوقه الوطنية، وفي القلب منها القدس المخضّبة بدماء الشهداء الزكيّة». ودعت «الجهاد»، بدورها، إلى النفير العام وإعلان الغضب والتصدي للعدوان والإرهاب المتصاعد، والاشتباك مع العدو، و«شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء الصلاة والاعتكاف فيه والرباط في ساحاته، والتصدي لأي محاولة لاقتحامه من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال».