من فلسطين!
سرت أنباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن توزيع 12 ألف سلّة غذائية «على الأكثر احتياجاً في محافظة السويداء». وبحسب المعلومات، فإن هذه المساعدات مموّلة من حملة تبرعات نُفّذت في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتقول مصادر، لـ«الأخبار»، إن استحالة إدخال المساعدات التي كانت شخصيات دينية، على رأسها الرئيس الروحي للموحدين الدروز في فلسطين موفق طريف، تسعى إلى إدخالها إلى سوريا من معبر القنيطرة، دفعتهم للتحوّل إلى خيار الدعم المالي الذي وصل إلى شخصيات مجهولة على دفعات، ليتم تشكيل «لجنة محلية» في المحافظة من دون الكشف عن هوية مُشكّلها، عملت على تجهيز السلال الغذائية وتوزيعها على أسر فقيرة في مدن السويداء وصلخد وشهبا، والقرى التابعة لهذه المدن الثلاث.
المساعدات واحدة من الخطوات التي تحاول إسرائيل من خلالها اختراق مجتمع السويداء
وهذه ليست المرّة الأولى التي يلعب فيها طريف، المعيَّن بقرار من حكومة الاحتلال الإسرائيلي في منصب الرئيس الروحي للدروز في فلسطين بدلاً من خاله أمين طريف، بورقة المساعدات الإنسانية والتدخّل في الشأن السوري من بوّابة «مصلحة الدروز وحمايتهم». إذ كان قد عرض، خلال شهر أيار من العام الماضي، على الروس، خلال لقائه سفير موسكو في تل أبيب، نقْل مساعدات من أبناء الطائفة في فلسطين إلى «إخوانهم في سوريا». وتعتبر المساعدات واحدة من الأوراق التي تحاول إسرائيل من خلالها اختراق مجتمع السويداء عبر تغليف هذه الخطوات بشعارات برّاقة من قبيل «مساعدات من الأهل في فلسطين». ولا يمكن فصْل هذه المساعدات عن سلسلة الخطوات الأخرى التي ينفّذها طريف، من مثل تمويل الفصائل المسلّحة ومحاولة تحريك ملف السويداء من خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة الروسية للمطالبة بوضع خاص في الدستور السوري للمحافظة، الأمر الذي يشير إلى أن السويداء لم تخرج من دائرة التفكير الإسرائيلي، فإشعالها قد يخلق أزمة في الجنوب السوري تتناسب وطموحات تل أبيب ومن خلفها واشنطن بـ«فدرلة الجنوب».