بالتوازي مع ذلك، قرّر جيش الاحتلال تعزيز قواته على حدود القطاع، مُرجعاً ذلك إلى منع إلحاق الضرر بالسياج، ومحاولات التسلّل خلال "يوم الأرض". وترافق ما تقدّم مع محاولات لاحتواء الموقف خلال شهر رمضان، من قبل حكومة الاحتلال. إذ كُشف النقاب، أمس، عن زيارة سريّة قام بها منسّق عمليات الحكومة الإسرائيلية "في مناطق السلطة"، غسان عليان، إلى القاهرة، في الأيام الأخيرة، حيث التقى مسؤولاً كبيراً في المخابرات المصرية. وفي السياق نفسه، وتجنّباً للتصعيد مع غزة، وافقت حكومة الاحتلال على رفع عدد تصاريح عمّال القطاع داخل الخط الأخضر إلى 20 ألفاً، فيما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الحكومة الإسرائيلية ستُعلن، قبل حلول شهر رمضان، عن تسهيلات دراماتيكية لسكّان غزة، وستزيد حصّة العمّال، من 12 ألفاً إلى 20 ألفاً. كذلك، أعلن السفير القطري، محمد العمادي، تجديد المنحة القطرية لمصلحة قطاع غزّة، بواقع 360 مليون دولار، وتشمل وقود محطة توليد الكهرباء، ومبلغ الـ 100 دولار التي تصرف لـ 100 ألف من الأُسر المتعفّفة والفقيرة شهرياً.
أعلن السفير القطري، محمد العمادي، تجديد المنحة القطرية لمصلحة قطاع غزّة
ويعود الحذر الإسرائيلي من شهر رمضان إلى ثلاثة تحدّيات تواجه المنظومة الأمنية، قد تؤدّي إلى تصعيد ميداني، على رأسها احتمال وقوع سلسلة عمليات فردية أو غيرها، وخصوصاً مع اقتراب "يوم الأسير الفلسطيني" في نيسان المقبل، وذكرى "النكبة"، وذكرى "مسيرات العودة"، إلى جانب الذكرى الأولى لمعركة "سيف القدس"، في أيار. أمّا التحدّي الثاني بالنسبة إلى منظومة أمن الاحتلال، فيتمثّل في الظروف المحيطة باقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والاستعدادات لشهر رمضان في منطقة ساحة باب العمود، وإمكانية وضع حواجز للشرطة الإسرائيلية، ما قد يثير بعض الحساسيات التي قد تتطوّر إلى مواجهات، في الوقت الذي تحذّر فيه "حماس" من مثل هذه الإجراءات. ولا تنفكّ وسائل إعلام العدو تحذّر من خطورة أحداث رمضان المتوقّعة، إذ ادّعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن حركة "حماس" تبذل قصارى جهدها لزعزعة الأمن والهدوء في الضفة الغربية والقدس، بينما تحافظ عليهما في قطاع غزة". وقالت: "تدرك حماس أنّ التصعيد يخلق مشكلة أمنية لإسرائيل على المستوى التكتيكي. وعلى المستوى الاستراتيجي، تهدّد شرعيّة السلطة الفلسطينية وتقوّضها. وأفضل مثال على ذلك، ما جرى في العام الماضي عندما اندلعت مواجهات في القدس والمسجد الأقصى، وانتشرت بسرعة إلى الضفة الغربية وإلى المدن المختلطة في الداخل المحتل، وقادت حماس حينها تلك الأحداث، قبل أن تندلع مواجهة عسكرية في غزة". وتابعت إنّ "من المحتمل أن تحاول حماس هذا العام أيضاً تحدّي إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بينما تسعى إلى إبعاد غزة عن اللعبة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنها لا تزال مشغولة ببناء قوّتها بعد عملية حارس الأسوار".