«ما نغشّ روحنا، ليس هنالك أيّ تغيير، التغيير هو دخول عمر البشير وقيادات النظام السابق السجن، لا بدّ أن نكون واضحين في هذا الموضوع، ونحن مَن أدخلناهم». قد يكون الكلام المتقدّم، والذي جاء على لسان قائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في تسجيل مُصوَّر انتشر في حزيران الماضي، الأصدق تعبيراً عن ما آلت إليه الأوضاع في السودان. سنتان ونصف السنة من الشدّ والجذب منذ إطاحة نظام عمر البشير في نيسان 2019، انتهت إلى إحكام الطغمة العسكرية، المدعومة خليجياً وإسرائيلياً، قبضتها على هذا البلد الذي ظلّت منذ تَولّي نجمَيها، عبد الفتاح البرهان و«حميدتي»، زمام الأمور في ما قيل إنه «مجلس سيادي انتقالي»، تُمنّي النفس باليوم الذي ستبسط فيه سيطرتها الكاملة عليه، وتُلحق «شركاءها» المفترضين بحليفها السابق البشير، في السجن، وتُنهي فترةً طالت من «الهزَل» مع المدنيين.