للمرة الثالثة على التوالي، تفشل الدورية التركية ــــ الروسية المشتركة في إكمال مسيرها على طول الطريق الدولي حلب ــــ اللاذقية (M4). يوم أمس، منع «محتجّون» بلباس مدني، وبحماية مسلّحي الفصائل، الآليات الروسية من إكمال طريقها، ما دفعها والقوات التركية إلى عودة أدراجها. وقالت تنسيقيات المسلحين إن الدورية المشتركة عادت من نقطة انطلاقها في محور سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، ولم تكمل طريقها على الطريق الدولي حلب ـــ اللاذقية. إلّا أنّ تنسيقيات أخرى أفادت بأن الدورية تم تسييرها من قرية الترنبة وحتى بلدة النيرب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، أي أنها اجتازت غالبية الطريق، وهو ما نفته مصادر ميدانية مطلعة لـ«الأخبار»، مؤكدة أنّ الدورية لم تكمل مسارها وعادت إلى محيط سراقب بعد منع الآليات الروسية من العبور، والسماح فقط للآليات التركية. ونشرت تنسيقيات المسلحين مقطع فيديو يظهر فيه عدد من الأشخاص بلباس مدني، وهم يقطعون الطريق الدولي (M4)، في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، لمنع تسيير الدورية الروسية ــــ التركية المشتركة.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، استكمال الدورية الروسية ــــ التركية الثالثة، في منطقة إدلب، مؤكداً عزم بلاده «مواصلة تلك الدوريات». وقال أكار، في تصريحات لقناة «تي آر تي خبر» الحكومية أمس: «استكملت اليوم الدورية المشتركة الثالثة، والدوريات ستستمر»، شمال غربي سوريا. وأشار أكار إلى استمرار وقف إطلاق النار في المنطقة، وفقاً للاتفاق الذي توصل إليه زعيما تركيا وروسيا في 5 آذار/ مارس الماضي. ولفت إلى أهمية «تأسيس المنطقة الآمنة على طريق M4 الدولي»، مبيناً أن بلاده «على تواصل مع الجانب الروسي في هذا الصدد». وتسعى أنقرة الى إظهار نفسها قادرة على ضبط إيقاع الفصائل المسلحة المنتشرة في إدلب، وخصوصاً في ريف إدلب الجنوبي، حيث من المفترض أن يتم فتح الطريق الدولي حلب ــــ اللاذقية، الذي لم يُفتح بعد. وتجافي تصريحات أكار الحقيقة، لأن الدورية لم تستطع إكمال مسارها، إلا أن بلاده تتشدّد في تظهير سيطرتها على الميدان، وتحكّمها بمزاج الفصائل، التي هي في الحقيقة تمنع إتمام الدوريات وتعيقها.
وكان الجيش التركي، في وقت سابق أمس، قد نشر العشرات من جنوده على الطريق الدولي حلب _اللاذقية (M4) قرب مدينة أريحا في ريف إدلب الجنوبي. وتحدث المرصد السوري المعارض عن دخول رتل عسكري تركي صباح أمس، يضم 35 آلية عسكرية محمّلة بالجنود وشاحنة محمّلة بمعدات لوجستية إلى محافظة إدلب عبر معبر كفرلوسين الحدودي في ريف إدلب الشمالي. كما أشار المرصد إلى أن القوات التركية عمدت إلى إنشاء نقطة مراقبة جديدة لها في مدينة أريحا الواقعة على الطريق الدولي.