بعد أيام على وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، خلال جلسة في إحدى المحاكم في قضية اتهامه بالتخابر مع حركة «حماس» ودولة قطر، صدرت ردود أفعال، وإن كانت خجولة وقليلة، لكنها تبقى لافتة. تصدّر هذه المواقف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي قال إن بلاده ستفعل ما بوسعها من أجل مقاضاة السلطات المصرية في المحاكم الدولية. جاء ذلك في خطاب ألقاه أمام حشد من أنصار حزب «العدالة والتنمية» في إسطنبول أمس، مضيفاً: «مرسي لم يمت بأجله، بل قُتل... للأسف بقي يصارع الموت على الأرض 20 دقيقة في قاعة المحكمة».يبدو أن أردوغان استند إلى تقارير إعلامية، منها اتهام صحيفة «إندبندنت» البريطانية قوات الأمن بالتسبب في «قتل» الرئيس الإسلامي، ناقلة عن عائلات متهمين كانوا في الجلسة نفسها أن مرسي بقي ملقى على الأرض أكثر من 20 دقيقة عندما فقد وعيه في قاعة المحكمة بالقاهرة، وأن الشرطة لم تقدم المساعدات الأولية بالسرعة اللازمة. وقالت الصحيفة إن عبد الله الحداد، الذي كان يُحاكم والده وشقيقه مع مرسي، نقل عنهم أنهم كانوا أول من لاحظ انهياره، «فبدأوا بالصراخ، وطلب بعضهم من الحراس السماح لهم بالتدخل وتقديم الإسعاف الأولي، خاصة أنهم أطباء... في البداية، جرى تجاهل مرسي على نحو متعمد، وكان أول شيء فعله الحراس عندما بدأ الصراخ إخراج عائلات الموقوفين» من القاعة.
على صعيد متصل، قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية، راينر بريول، في مؤتمر أمس: «نشعر بالحزن لوفاة مرسي، ونقدم تعازينا إلى عائلته وأقاربه»، مضيفاً أنهم يدعمون إجراء تحقيقات سريعة وشاملة، ومشيراً إلى أنهم تقدموا بذلك إلى المدعي العام المصري. وأعرب بريول عن قلقهم بشأن «حقوق الإنسان والمعايير الدولية المتعلقة بظروف السجون في مصر»، وأنهم نقلوا هذه المسألة إلى القاهرة.
في المقابل، استنكرت الخارجية المصرية في بيان أمس، «بأقوى العبارات» دعوة «مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان»، إلى «إجراء تحقيق مستقل حول وفاة... مرسي وكل جوانب معاملته أثناء احتجازه على مدى ست سنوات». وقال البيان إن تلك التصريحات تنطوي «على محاولة تسييس حالة وفاة طبيعية بشكل متعمد».
بالتزامن مع ذلك، أعربت إندونيسيا عن تعازيها لأسرة الرئيس الراحل، في وقت جدد فيه رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، خلال فعالية في غزة أمس، تقديم «تعازيه إلى مصر بوفاة رئيسها الراحل». كذلك فإن جماعة «الإخوان المسلمون» في السودان أقامت أمس مهرجان تأبين لمرسي لليوم الثاني على التوالي بالعاصمة الخرطوم.
على الصعيد الداخلي، قال نجل الرئيس الراحل، عبد الله مرسي، إن السلطات «منعت إقامة عزاء يليق» بالرئيس الأسبق، أو استقبال المعزين في منزلهم غرب العاصمة القاهرة. أيضاً، أفاد أحمد عبد المنعم أبو الفتوح، وهو ابن رئيس حزب «مصر القوية» المعارض للنظام، بتعرض حياة والده المحبوس لـ«الخطر». وقال في تدوينة أمس، إنه «في آخر زيارة لأبي (لم يحددها) قال لي إنه تعرض لذبحة صدرية... ومرت بسلام، ولولا أنه طبيب يحاول إسعاف نفسه لكانت النتيجة مختلفة»، موضحاً أن هناك رفضاً مستمراً من الأجهزة الأمنية لعلاج والده خارج السجن.
(أ ف ب، الأناضول)