القاهرة | بعد نحو سبعة أشهر على توقيف الضابط المصري المفصول من الجيش، هشام العشماوي، الذي صنّفته مصر على أنه «الإرهابي الأخطر على الإطلاق»، على الأراضي الليبية، وصل العشماوي إلى القاهرة بموجب اتفاقية تبادل مجرمين بين مصر و«الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي استقبل قبل ساعات من ترحيل العشماوي وزير المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، في زيارة استغرقت ساعات، وتضمنت كما يبدو مباحثات حول الأوضاع العسكرية على الأرض وتطورات على أعتاب العاصمة الليبية طرابلس.والعشماوي ضابط سابق في «قوات الصاعقة، وأحد أفضل ضباطها في العقد الأخير، لكنه فُصل من الخدمة عام 2009 بسبب «تطرفه الديني» بعد محاكمة عسكرية، ليبدأ رحلته في الانضمام إلى الجماعات «الجهادية»، حتى صار أمير «جماعة المرابطين» التابعة لتنظيم «القاعدة» في مصر. وعلى إثر رفضه مبايعة «داعش» لاختلافه مع التنظيم، واصل تنفيذ عمليات ضد قوات الجيش والشرطة، مستغلاً خبرته العسكرية السابقة، بالإضافة إلى توافر السلاح والإمدادات وعمليات التدريب في صحراء ليبيا. وكانت بدأت عملياته داخل سيناء، حيث كان مسؤولاً في تنظيم «أنصار بيت المقدس» (قبل أن يبايع التنظيم «داعش» ويتحول إلى «ولاية سيناء)، لينتقل بعدها إلى الصحراء الغربية حيث عُيّن أميراً هناك، لكنه انشق عن التنظيم فور مبايعة الأخير أبا بكر البغدادي، وأسّس مع رفاقه «المرابطين».
تسلمت مصر أيضاً بهاء أبو المعاطي الملقب بـ«الصندوق الأسود»


صدر بحق الضابط المفصول أكثر من حكم بالإعدام في قضايا عدة، في وقت يفترض أن تُجرى فيه إعادة محاكمة في هذه القضايا، سواء المنظورة أمام القضاء العسكري أو العادي. وحالياً، تقول مصادر إن الأجهزة الأمنية تواصل استجوابه بصورة مكثفة على مدار أسبوع على الأقل، علماً بأن عسكريين مصريين شاركوا في استجوابه في ليبيا طوال المدة الماضية. وهو أيضاً اتُهم في ليبيا بالتعاون مع تنظيم «مجلس شورى درنة» لتنفيذ عمليات.
تضيف المصادر أنه وصل برفقته إلى القاهرة، المدعو بهاء علي أبو المعاطي، وهو أحد المصريين القياديين في التنظيم نفسه، ويصفه الأمن بأنه «الصندوق الأسود للمجموعات الإرهابية في شمال أفريقيا»، وكان المسؤول الأول عن تأمين العشماوي والتنسيق مع باقي الجماعات المتشابهة فكرياً. كما يوصف أبو المعاطي (مواليد 1985) بأنه الذراع اليمنى للعشماوي، وكان أحد المسؤولين عن تأمين اعتصام أنصار جماعة «الإخوان المسلمون» في منطقة رابعة العدوية، وفق إفادات الأمن، قبل أن يتجه بعد فضّ الاعتصام إلى سيناء، ومنها إلى ليبيا بعد خلافه مع «القاعدة»، لينضمّ إلى «المرابطين» ويتولى مسؤولية التجنيد.
وحظي تسليم العشماوي وأبو المعاطي باحتفاء كبير سياسياً ورئاسياً، إذ كتب الرئيس عبد الفتاح السيسي تدوينة على «تويتر»، شكر فيها رجال الجيش على «جهودهم في ملاحقة أعداء الوطن»، فيما ركّزت جميع وسائل الإعلام على قضية تسلمه من الجانب الليبي، والترويج لأن مصر «لن تترك أياً ممن تورطوا في أعمال إرهابية ضدها». وعلى غرار النهاية الشهيرة لفيلم «الصعود إلى الهاوية»، التي قال فيها محمود ياسين لمديحة كامل (كانت تعمل جاسوسة على بلدها) «هي دي مصر يا عبلة»، كانت توجيهات المخابرات إلى الإعلام بإطلاق هاشتاغ «انت في مصر يا هشام»، الذي وضع على مختلف الشاشات.