بعد زيارة لواشنطن، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حليفه الليبي خليفة حفتر. وبحسب مصادر مصرية لـ«الأخبار»، جاءت الزيارة بطلب من القاهرة. وبخلاف البيان الرسمي، الذي احتوى لغة محايدة حول الحفاظ على «وحدة ليبيا وسلامتها»، تمت مناقشة التطورات الميدانية لعملية الهجوم على طرابلس. وشارك في الاجتماع قادة عسكريون مصريون، استفسروا من حفتر عن الصعوبات التي تواجه قواته، والوقت الذي يحتاج إليه للسيطرة على العاصمة. ووفق المصادر، أكد السيسي لحفتر أنه لا يستطيع الاستمرار في توفير غطاء جوي له في الفترة المقبلة، والأمر نفسه ينطبق على الإمارات. ويأتي هذا بعدما اتهم وزير الداخلية في حكومة الوفاق، فتحي باشاغا، أول من أمس، في حديث تلفزيوني، الإمارات، بمدّ حفتر بشحنات أسلحة وصلت عبر طائرتين إلى شرق البلاد، قائلاً: «وردت إلينا معلومات بأن هناك طائرة أتت من دولة ما، وهبطت في مطار بنغازي، تحمل دعماً وعدةً وعتاداً عسكرياً، وهذا مخالف لقرارات الأمم المتحدة».على خط مواز، وبعد دفعها في اتجاه عدم إدانة الهجوم على طرابلس، وتعطيل قرارات الإدانة من مجلس الأمن الدولي، ومن مؤسسات الاتحاد الأوروبي، بدأت فرنسا التركيز على مسألة مشاركة إرهابيين ومطلوبين دوليين في القتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق، في ما يبدو مقدمة لتبرير دعم رسمي لحفتر، على رغم أن رئيس «الوفاق»، فائز السراج، دعا، في بيان أول من أمس، إلى «الانتباه إلى حملات التضليل من بعض الجهات، والتي كان آخرها الادعاء أن هناك في صفوف قواتنا مقاتلين ينتمون إلى تنظيمات ومجموعات إرهابية، وهو ما ننفيه بشدة». هؤلاء المقاتلون أغلبهم، بحسب الباحث الليبي بشير الزواوي، إمّا مهربون من مدينة صبراتة والزاوية، أو منتمون إلى تنظيم «سرايا الدفاع عن بنغازي»، أو تابعون لصلاح بادي، وهؤلاء جميعاً يحاربون إلى جانب «الوفاق» انطلاقاً من معاداتهم لحفتر.
أكد السيسي لحفتر أنه لا يستطيع الاستمرار في توفير الغطاء الجوي


وفي تطور جديد، أعلن الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية «بركان الغضب»، أمس، أن قواتهم أسقطت طائرة من طراز «ميغ 23» تتبع قوات حفتر في منطقة وادي الربيع، كانت قد انطلقت من «قاعدة الوطية» غرب طرابلس. وفي حين اعترفت قوات حفتر بسقوط الطائرة، قالت إن السبب يعود إلى خلل في محركها. ويأتي ذلك بعد زيادة قوات حفتر استخدامها للطائرات والقصف الجوي، إذ أعلن الناطق باسمها، أحمد المسماري، أنها نفذت 8 عمليات استهداف أمس. عمليات لا مؤشرات إلى «نظافتها»، إذ إنها أدت إلى الآن إلى تدمير كامل مخازن وزارة التعليم، وإتلاف المخزون الاستراتيجي لكافة الكتب المدرسية، يضاف إلى ذلك استهداف «مدرسة القدس» في منطقة عين زارة جنوب العاصمة، ومركز إيواء للاجئين.
وإلى جانب القصف بالطائرات، استهدفت قوات حفتر أيضاً أحياء مدنية بقذائف وصواريخ، ما دعا البعثة الأممية إلى إصدار بيان حذرت فيه من أن «قصف المدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمناطق الآهلة بالمدنيين محرّم تماماً في القانون الدولي الإنساني»، وأضافت أنها تقوم بـ«متابعة وتوثيق كل الأعمال الحربية المخالفة للقانون، تمهيداً لإحاطة مجلس الأمن الدولي، والمحكمة الجنائية الدولية». أما لناحية الضحايا، فقال فرع منظمة الصحة العالمية في ليبيا، أمس، إن عددهم بلغ 682 بينهم 121 قتيلاً، والبقية جرحى بدرجات متفاوتة. رد الفعل الهستيري لقوات حفتر جاء نتيجة لفقدانها أغلب المواقع التي سيطرت عليها في هجومها المباغت قبل عشرة أيام، وتراجعها إلى الخلف مع قدوم تعزيزات لقوات حكومة الوفاق، خاصة من مدينة مصراتة.