قالوا إنهم «جيل أوسلو». أي الجيل الذي وُلد ونشأ في زمن عملية التسوية الفلسطينية الإسرائيلية. اعتقدت الولايات المتحدة الأميركية، ومعها ربيبتاها السلطتان الفلسطينية والإسرائيلية، أنّ بالإمكان ترويض هؤلاء الشبان. خلقوا الجمعيات غير الحكومية التي عملت على غسل دماغهم بعبارات مثل «حلّ النزاع بالطرق السلمية». لم يكتفِ المخططون بذلك فقط. أتى محمود عباس رئيس السلطة الحالي، ومعه رئيس حكومته سلام فياض، ففكّكا فصائل المقاومة، وقدما تسهيلات بنكية لإغراق سكان الضفة المحتلة بقروض لشراء سيارات وبيوت بهدف إلهائهم عن التفكير في مقاومة المحتل. إلا أن هؤلاء الشبان كبروا على قصص شهداء الانتفاضة الثانية وبطولاتهم. شاهدوا جرائم العدو في غزة طوال عشر سنوات، شنّ العدو خلالها 4 حروب على القطاع المحاصر (2006، 2008، 2012، 2014)، وراقبوا مستوطنات الضفة تطوّقهم، وجيش العدو يمنعهم من سلوك الطرقات، لأن استخدامها محصور فقط بالمستوطنين. هؤلاء الذين قيل إنهم «أبناء أوسلو»، خرج منهم مهند الحلبي، وضياء تلاحمة، وأحمد مناصرة، أحمد جرار، والأخوان برغوثي، وعمر أبو ليلى، ورائد حمدان، وزيد نوري، وسيخرج آخرون كُثر أمثالهم، ليؤلموا بعملياتهم عدوّهم، محتلّ فلسطين.