بتوقيت فلسطيني واحد، خرج أبناء الخليل والقدس وقطاع غزة لمواجهة جيش العدو الإسرائيلي. في كل مدينة، كان للمنتفضين سبب للتحرك. ففي الخليل، خرج الفلسطينيون استذكاراً لمجزرة الحرم الإبراهيمي. أما المقدسيون، فتوجهوا إلى المسجد الأقصى لفتح باب الرحمة، الذي أعاد العدو إغلاقه منذ أيام. وفي غزة، توجه أبناء القطاع إلى الحدود الشرقية والشمالية للمشاركة في «مسيرة العودة» الـ48، التي كانت بعنوان جمعة «الوفاء لشهداء الحرم الإبراهيمي»، حيث استشهد الفتى يوسف سعيد الداية (15 عاماً)، وأصيب ما يقارب 41 آخرون بجروح مختلفة.
هذه المرة الأولى التي تقام فيها الصلاة في مصلى الرحمة منذ 16 سنة (أ ف ب )

ونقل موقع «مفزاك لايف» عن جيش العدو الإسرائيلي أن أكثر من 7 آلاف فلسطيني شاركوا في مسيرة أمس. أما الضفة المحتلة، فشهدت مواجهات مع قوات العدو في مواقع متفرقة، حيث اندلعت مواجهات في الخليل بعد الاعتداء على مسيرة خرجت في الذكرى الـ25 لمجزرة الحرم الإبراهيمي. وأطلق جنود العدو الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين، ما أدى إلى إصابة العشرات من بينهم طفل. وانطلقت المسيرة عقب صلاة الجمعة من مسجد علي البكاء، وصولاً إلى مدخل الخليل القديمة (ساحة البلدية)، مطالبة برفع الإغلاق عن المدينة.
لكن المشهد الأكثر زخماً كان في القدس، حيث تمكن آلاف الفلسطينيين أمس من الدخول إلى مصلّى الرحمة في المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ عام 2003، وأدّوا الصلاة هناك في أعقاب إزالتهم السلاسل الحديدية عن بواباته. يأتي ذلك رغم محاولة الاحتلال تحويل القدس إلى ثكنة عسكرية لصدّ دعوات المقدسيين للنزول إلى ساحات الأقصى، والصلاة أمام باب الرحمة الذي شهد مواجهات عدة خلال الأسبوع.
وفي خطبة الجمعة، أكد خطيب الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، أن «المسجد، بجميع ساحاته ومرافقه ومصلّياته وما فوق الأرض وما تحتها، وتبلغ مساحته 144 دونماً، بما في ذلك مصلى باب الرحمة، هو للمسلمين جميعاً، وهو وقف إسلامي وليس لغير المسلمين أي حق فيه». وأضاف: «الأقصى أسمى وأعلى من أن يخضع للمحاكم الإسرائيلية الاحتلالية وأي محكمة أخرى، أو أن يكون ورقة رابحة في الانتخابات الإسرائيلية».
بعد ذلك، اعتلى جنود العدو نقطة المراقبة فوق قبة مصلى الرحمة عقب ساعة من انتهاء الصلاة فيه، فيما نظّف المصلون أرضية باب الرحمة وفرشوا أرضه بالسجاد، بالإضافة إلى تنظيف ساحته الخارجية.