أعلنت الأمم المتحدة أنها تناقش خطة للحدّ من هبوط الريال
هذه الحرب المتواصلة على الاقتصاد، والتي أريد منها «تضييق الخناق على شعبنا» كما قال الحوثي، استفاقت إليها أخيراً الأمم المتحدة، بإعلانها أمس، على لسان مبعوثها إلى اليمن مارتن غريفيث، أنها تناقش خطة طارئة للحدّ من هبوط الريال واستعادة الثقة في الاقتصاد، لافتة إلى إمكانية اتخاذ «مجموعة من الإجراءات الفورية» بعد التناقش فيها بين «البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ووكالات الأمم المتحدة، والخليج بالطبع، وحكومة اليمن (حكومة عبد ربه منصور هادي)» بحسب تعبير غريفيث. إلا أن تلك الخطة المفترضة، التي ربطها غريفيث بـ«التحالف» و«الشرعية»، لا يُعلَم إلى أي مدى يمكن المنظمة الدولية تطبيقها، في ظلّ اعتبار السعودية والإمارات الانهيار الاقتصادي جزءاً من أدوات الضغط على اليمنيين، وعجز حكومة هادي عن وقف التدهور وبل ممارستها عمليات فساد وهدر في عزّ الحرب.
ممارسات لا تزال تشكّل، إلى جانب سياسات «التحالف»، عنوان التظاهرات الغاضبة المتواصلة في مدينة تعز، والتي خرجت أمس أكبرها تحت شعار «ثورتنا ثورة جياع». وأفادت مصادر محلية بأن المتظاهرين عمدوا إلى إغلاق الشوارع الرئيسة والفرعية وسط المدينة، وأجبروا شركات الصرافة على إقفال أبوابها، في ظلّ إضراب عام شمل المحالّ التجارية والمؤسسات الخدمية. وطالب المحتجون بـ«إسقاط حكومة أحمد عبيد بن دغر، وتشكيل حكومة طوارئ مصغّرة»، متهمين السعودية والإمارات بـ«ممارسة سياسة تجويع لتحقيق مكاسبهما». أما في المحافظات الجنوبية، فعلى رغم دعوة «الانتقالي» إلى «انتفاضة شعبية للسيطرة على المؤسسات الإيرادية»، إلا أن هدوءاً مشوباً بالحذر ساد مدينة عدن، توازياً مع صدور ردود فعل مضادة على بيان «الانتقالي»، سخرت من دعوة الأخير إلى السيطرة على المرافق الحيوية والمقارّ الحكومية على اعتبار أن هذه خاضعة للسيطرة الإماراتية، مُتهمةً «المجلس» بأنه يحاول «استغلال ثورة الجياع، واستخدامهم أدوات» لبلوغ غايات سياسية. وهي اتهامات تسندها الكثير من المعطيات، فضلاً عن توقيت إصدار البيان التهديدي الذي سبق لقاءً بين رئيس «الانتقالي» عيدروس الزبيدي، وبين المبعوث الأممي، في أبو ظبي، ناقش بحسب «المجلس» «جهود غريفيث لإحياء المفاوضات، ومشاركة الجنوب مُمثّلاً بالمجلس الانتقالي في المفاوضات المقبلة»، في ما يفسّر محاولة «الانتقالي»، من خلال بيانه أول من أمس، تصوير نفسه مُمثّلاً للهبة الشعبية وقيّماً عليها.