واصل الجيش السوري تمشيط النقاط التي سيطر عليها بعد 3 أيام من بدء عمليته العسكرية في بادية السويداء الشرقية. جبهة نارية مفتوحة بعرض 75 كيلومتراً، على طول الشريط الحدودي مع الأردن، تمكّن الجيش خلالها من شنّ هجمات مستمرة، تصفها المصادر الميدانية بـ«معارك المساحات المفتوحة والكثبان الرملية»، في مسار مشابه لمعارك العام الفائت في المنطقة. وترى المصادر أنّ الجيش واجه صعوبات سابقاً في النقاط التي سيطر عليها، ما اضطره إلى الانسحاب منها لصعوبة التثبيت العسكري. أما في الوقت الحاضر فإن القرار العسكري بمواصلة العملية والاستماتة في محاولات الصمود ليلاً، في النقاط التي يسيطر عليها الجيش، يجعل فرص تحقيق الإنجاز العسكري أقوى من المحاولات القديمة، حسب توقعات المصادر. ويعزز هذه الفرص الضغط الناري المتواصل، ليلاً ونهاراً، عبر سلاح الجو والمدفعية السورية، وسط دعم يناله تنظيم «داعش» من مخيم الركبان ومنطقة التنف الحدودية. مصدر ميداني لفت إلى أن السيطرة على نقاط عدة في عمق الصحراء يسمح للجيش بكشف مساحات واسعة مع كل تقدّم، مع استخدام ما يلزم من تكتيكات عسكرية لازمة للتعامل مع الحالة القتالية الصعبة في الصحراء. اللافت اعتماد «داعش» في تعزيزاته على الدراجات النارية، في محاولة من مسلحيه لتشتيت القوة النارية للجيش والتنقل بحرية أكبر. وفي مقابل ذلك، فإن وصول إمدادات الجيش أصبح أسهل من ذي قبل، بعد السيطرة على تلال مهمة، مع دعم القوات المتمركزة في المنطقة. وانحصر تقدم الجيش بـ5 محاور تبدأ شمالاً من القصر ــ الساقية والجنينة ــ رضيمة شرقية شمال شرق السويداء، مروراً بالغيضة شرقاً، وصولاً إلى بوسان ــ السعنة وبقيصما ــ خربة الدبينة ــ تل قبارة إلى الجنوب الشرقي. ومع تواصل استطلاع قدرات التنظيم الإرهابي ودعم طلائع القوات السورية المتقدمة برصد محيط المحاور الخمسة، حُدِّد بنك الأهداف بما يضمن تجنّب الوقوع في شرك كمائن التنظيم، ضمن الكثبان الرملية. وتأخذ القوات المتقدمة بحسبانها خنادق «داعش» وأنفاقها الهادفة إلى عرقلة تقدم الجيش وإمداد خطوط التماس بالانتحاريين وتفخيخ الطرق، ما يعني الحاجة المتواصلة إلى فرق الهندسة لتفكيك الألغام والتشريكات. ومع استمرار استهداف تحركات «داعش» على امتداد المنطقة الصحراوية، تقدمت القوات السورية لبسط سيطرتها على عمق 30 كيلومتراً، ضمن المحاور الخمسة للقتال.في سياق آخر، بدأت أمس عودة المئات من أهالي قرية الحميدية في ريف القنيطرة إليها بعد تحريرها، في وقت
أدخلت فيه منظمة «الهلال الأحمر» السوري قافلة مساعدات إلى قريتي السويسة وصيدا في ريف القنيطرة أيضاً، مؤلفة من 20 شاحنة محمّلة بالمواد الإغاثية مقدمة من برنامج الأغذية العالمي. إلى ذلك، عثر الجيش السوري على مستودع تحت الأرض بعمق 13 متراً يحتوي على كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة، بينها أسلحة مضادة للدروع من مخلفات المسلحين، في منطقة الحارة بريف درعا الشمالي الغربي.
أما في محافظة إدلب حيث تشتعل الأجواء بين «هيئة تحرير الشام/ النصرة» و«الجبهة الوطنية للتحرير» وبين تحسّب الطرفين لعمليات للجيش السوري في المنطقة، فرضت الأولى حظراً للتجوال في كل من قرى وبلدات التمانعة، أم جلال، خوين، تحتايا، السرج، التح، الحديتي، هلبة، الرفة، أبوحبة، كفرباسين، بابولين، صهيان، الدير الشرقي، الصرمان، السحال وجرجناز، في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، ابتداءً من صباح أمس، وذلك ضمن الحملة التي تشنها «لاعتقال الأشخاص الذين يسعون للمصالحة مع الجيش السوري».
أمّا «الجبهة الوطنية للتحرير» فشنّت حملة اعتقالات شرق مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، طاولت عدداً من الأشخاص بالتهمة ذاتها.