بعد يوم واحد من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى عمان واجتماعه هناك مع الملك الأردني، عبدالله الثاني، وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان (أُعلن عن الزيارة فور انتهاء اللقاءات)، ومن ثم اجتماع، كبار مستشاري الرئيس الأميركي، وصهره، جاريد كوشنر، ومعه مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، جايسون غرينبلات، بالملك؛ عُقدت قمّة أمنية على مستوى رؤساء الاستخبارات حضرها من إسرائيل، رئيس «الموساد»، يوسي كوهين، ومن السعودية رئيس الاستخبارات العامة، خالد بن علي الحميدان، ومن مصر رئيس الاستخبارات المصريّة، عباس كمال، والأردني عدنان الجنيدي، ومن السلطة الفلسطينية، ماجد فرج.أمّا سبب الاجتماع فهو، بحسب الدورية الفرنسية، «للتشاور بمحاور صفقة القرن التي يقودها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب» لتصفية القضية الفلسطينية. وبحسب التقرير، فإن القمّة عقدت في 17 حيران/ يونيو الجاري، في مدينة العقبة، جنوبي الأردن. وبالنسبة إلى منظمي القمة، فهم كوشنير، وغرينبلات.
رئيس «الموساد» الإسرائيلي، يوسي كوهين (عن الويب)

وبرغم من «مقاطعة السلطة للقاءات مع الولايات المتحدة»، لأن «جولة كوشنر للمنطقة مضيعة للوقت»، بحسب تعبير المتحدث باسم أبو مازن، نبيل أبو ردينة، شارك فرج في الاجتماع بطلب من الأميركيين أنفسهم. ويفيد التقرير بأنّ فرج من المعجبين بالإدارة الأميركية، وكان قد التقى برئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السابق، مايك بومبيو. وقبل شهر، التقى به أيضاً ولكن هذه المرة وهو في منصبه الجديد كوزير للخارجية في إدارة ترامب. وأضاف التقرير أن المشاركين تفاجأوا من أن فرج لم يعبّر عن رأيه بالطروحات ولم يتحفظ عليها، باستثناء بعض الملاحظات الهامشية التي أدلى بها.
التقرير الفرنسي، نقلته صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، وذكّرت بأنّ لقاء نتنياهو وعبدالله ــ قبل يوم من القمة الاستخبارية ــ كان من أجل «مناقشة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والتمركز الإيراني في سوريا وتداعيات ذلك على الأمن القومي الأردني والإسرائيلي».
ولفتت التقرير الفرنسي إلى أنّ ثمة علاقات سرية وثيقة بين إسرائيل والسعودية منذ سنوات، مشيرة في هذا السياق إلى لقاء جمع رئيس الموساد السابق مئير داغان ونظيره السعودي، وأضاف أن رئيس الحكومة آنذاك، إيهود أولمرت، التقى في الأردن الأمير بندر بن سلطان، الذي كان حينها رئيس الاستخبارات السعودية ورئيس مجلس الأمن القومي.
يُشار في هذا السياق، إلى أن نتنياهو طالما تباهى بأنّ لدى إسرائيل و«الدول السنيّة المعتدلة» مصالح ووجهات نظر مشتركة إزاء الطموحات الإيرانية «بالاستحواذ والسيطرة على منطقة الشرق الأوسط».