يستضيف مجلس الأمن الدولي، اليوم، جولة جديدة من الكباش الدولي حول ملف غوطة دمشق الشرقية والتطورات المرتبطة بقرار المجلس «2401»، المتضمن هدنة شاملة في الأراضي السورية. الاجتماع الذي يعقد بطلب بريطاني ــ فرنسي سوف يبحث، وفق ما أوضح ديبلوماسيون غربيون لوكالة «فرانس برس»، الفشل في تبنّي الهدنة الدولية و«تدهور الأوضاع» في الغوطة الشرقية.
وأتى هذا الاجتماع الذي يفترض أن يحضره المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، بعد يومين على تبنّي مجلس حقوق الإنسان قراراً بريطانياً آخر، غير ملزم، طالب بـ«فتح تحقيق شامل ومستقل» في أحداث الغوطة، وأشار إلى «الاستخدام المفترض» لأسلحة كيميائية هناك. ورغم التغييرات التي جرت على الأرض خلال الأيام القليلة الماضية، ما زال التوجه الأميركي ــ الأوروبي للتعامل مع ملف الغوطة الشرقية يتحرّك على المسار نفسه، عبر تجريم دمشق وحلفائها، والضغط لوقف جميع العمليات العسكرية. وهو مسار بعيد عن الخطط التي ترشح عن تحركات الجيش والقوات الروسية، والتي تتضمن استكمال العمليات العسكرية في عدد من المحاور، من دون إغلاق ملف التسويات السلمية والسماح بدخول مساعدات محدودة من حيث النوعية. ومن المنتظر أن تدخل قافلة مساعدات جديدة إلى الغوطة عبر «الممر الآمن» من مخيم الوافدين، غداً، في حال لم يطرأ تغيير مفاجئ على الخطط. وأتى التوافق على القافلة الثانية بعد اجتماع مع مسؤولين عسكريين روس وممثلين عن المنظمات الإغاثية المسؤولة عن ملف المساعدات، أول من أمس. وفي الوقت نفسه، استمرت المعارك أمس، وإن بوتيرة أخف، على محاور مزارع المحمدية ومزارع الأشعري، بالتوازي مع تقدم الجيش في مزارع بيت سوا ومسرابا، ووصوله إلى أطراف الكتل العمرانية في البلدتين. كذلك، شهد محور الريحان، شرق دوما، تقدماً لقوات الجيش، بعد النجاح في خرق خطوط الدفاع الأولى للفصائل المسلحة هناك.

جدّدت فرنسا طلبها بوقف العملية التركية في عفرين


وترافق التقدم على الأرض مع انتشار صور وتسجيلات فيديو لعدد من المدنيين في بلدات حمورية وسقبا ومسرابا وهم يرفعون العلم السوري في مناطق عامة داخل البلدات. وجاء ذلك فيما تناقلت بعض الأوساط المعارضة أنباءً عن وجود محادثات لدخول الجيش السوري إلى تلك البلدات من دون قتال، وبعد انسحاب الفصائل المسلحة منها إلى المراكز الرئيسة في دوما وعربين، من دون أن يصدر أي تعليق رسمي حول هذه النقطة. وفي سياق متصل، كانت وزارة الدفاع الروسية قد عرضت تأمين خروج المسلحين من الغوطة «بأسلحتهم الشخصية ومع أسرهم»، من دون أن تحدد الوجهة المحتملة لهم في حال خروجهم. غير أن الفصائل المسلحة نفت وجود أيّ محادثات مع الجانب الروسي في هذا الشأن، مشيرة إلى رفضها «جميع مقترحات التهجير» من الغوطة.
وبعد ساعات فقط على إعلان وزارة الدفاع الأميركية توقف العمليات البرية ضد «داعش» في شرقي سوريا، بسبب انتقال مقاتلين أكراد في «قوات سوريا الديموقراطية» لمواجهة القوات التركية في عفرين، أعربت «قسد» في بيان مشترك مع «الفصائل الثورية في إدلب وحلب»، والتي تضم «جيش الثوار» و«لواء الشمال الديموقراطي» و«جبهة الأكراد» و«مجلس إدلب العسكري»، عن أسفها لاتخاذها قراراً اضطرارياً لنقل مقاتليها من مناطق شرق نهر الفرات نحو عفرين. وأتى هذا الإعلان في وقت حققت فيه القوات التركية والفصائل التي تقاتل معها في عفرين تقدماً مهماً تمثّل في السيطرة على مركز الناحية الرابع في المنطقة، عبر دخولها ناحية شران. التقدم والسيطرة على شران جاءا ضمن توجه تركي واضح في المرحلة الثانية من عملية «غصن الزيتون»، للسيطرة على كامل نواحي عفرين، قبل التقدم نحو مركز المدينة لحصاره. وبعد دخولها شران، ينتظر أن تصعّد القوات التركية هجومها على جنديرس، التي تتعرض لقصف مدفعي وجوي مكثّف منذ أيام. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من جانبه، أن «عملية غصن الزيتون سوف تمضي بشكل أسرع من الآن فصاعداً»، مشيراً إلى أنها ستحاصر مدينة عفرين خلال وقت قريب. وبالتوازي مع تلك التطورات، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، أمس، إن «الهدنة (وفق القرار الدولي الأخير) تنطبق أيضاً على الجميع، بما في ذلك عفرين». وأضاف أن السلطات الفرنسية ذكرت هذا للمسؤولين الأتراك، ونصحت أنقرة «بوضع نهاية» لتدخّلها هناك.
وعلى صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الكازاخية أن اجتماعاً سيعقد بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وايران، في 16 آذار الجاري في العاصمة أستانا، في غياب «مراقبين أو أطراف سورية». وأضافت أنه «وفق معلومات وزارة الخارجية الروسية، سوف تتم دعوة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا» إلى الاجتماع.
(الأخبار)