زياد هب الريح، قائد جهاز الأمن الوقائي، وجه آخر من وجوه التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، لكنه الأقل حظاً في الأدوار السياسية، رغم أنه مقرب من رئيس الوزراء رامي الحمدالله، وذلك بحكم المنافسة بينه وبين مدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج. إذ تمكن الأخير من حجز مقعده مبكراً بجوار رئيس السلطة محمود عباس، قبل هب الريح، وهو ما أحدث نوعاً من التوتر بينهما، إضافة إلى أن هب الريح لا يتمتع بقدرات سياسية عالية، لكنه في المقابل يتمتع بأداء مهني أفضل.
هب الريح من مواليد مدينة جنين، شمال الضفة المحتلة، وهو في العقد السادس من العمر، ومن مناصبه عضوية «المجلس الثوري لحركة فتح»، وكان له باع طويل في العمل الثوري قبل الانتفاضة داخل الأرض المحتلة وخلالها.

بزغ نجم اللواء هب الريح في أعقاب تحالفه مع اللواء جبريل الرجوب، الرئيس السابق للأمن الوقائي، في أعقاب «فضيحة خلية بيتونيا»، إذ كانا على خلاف مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي عيّن عوضاً عن رجوب اللواء زهير المناصرة قائداً للجهاز، من أجل إجراء إصلاحات فيه، فيما كان محمد دحلان آنذاك رئيساً للجهاز في قطاع غزة. والأمن الوقائي هو الجهاز الموازي والمكمل لعمل المخابرات العامة، ومهمته «الحفاظ على الأمن الداخلي الفلسطيني من الجرائم قبل وقوعها في المجالات الأمنية والسياسية والجنائية»، وتعد غالبية كوادر الجهاز من الكوادر العسكرية لـ«فتح»، كما أنه من الأجهزة التي لها خطوط دولية خارجية كما المخابرات، وعلاقة أيضاً بالشرطة الدولية (الأنتربول).
وفي أعقاب سيطرة «حماس» على غزة، صار تركيز عمل هذا الجهاز، وحتماً رئيسه، على رصد ومتابعة واعتقال عناصر حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في الضفة بهدف إضعافهما، وكذلك مراقبة التحويلات المالية في مناطق السلطة، وإحباط تلك التي تستفيد منها المقاومة.
(الأخبار)