على وقع التوتر الكبير الذي تعيشه المنطقة، بعد التصعيد السعودي والأميركي ضد إيران، تشهد عواصم عدة حراكاً دبلوماسياً على أكثر من خط.وفي تصعيد سعودي جديد، طلبت الرياض، أمس، اجتماعاً طارئاً لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، الأحد المقبل، للبحث في «كيفية التصدي للتدخلات الإيرانية في الدول العربية وتقويضها للأمن والسلم العربي واتخاذ ما يلزم حيال ذلك».

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية عن مصدر دبلوماسي عربي أن الاجتماع يهدف إلى بحث «الانتهاكات التي تقوم بها إيران في المنطقة العربية، والتي تقوض الأمن والسلم ليس في المنطقة العربية فحسب، بل في العالم بأسره». وأضاف المصدر أن الاجتماع سيناقش إطلاق الصاروخ البالستي اليمني على الرياض في الرابع من الشهر الجاري، وكذلك «ما تعرضت له مملكة البحرين من عمل تخريبي إرهابي بتفجير خط أنبوب نفط ليلة الجمعة الماضية».
في غضون ذلك، دشن وزير الخارجية المصري سامح شكري جولة عربية، من العاصمة الأردنية عمان حيث التقى نظيره الأردني أيمن الصفدي. وتناول اللقاء، وفق بيان للخارجية المصرية، مجمل الأوضاع في المنطقة العربية والتحديات المرتبطة بها لا سيما الوضع في لبنان، وتطرقت المباحثات إلى الأوضاع في سوريا والتطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية وجهود تحقيق المصالحة الفلسطينية برعاية مصرية.

جولة إقليمية موسعة لوزير الخارجية المصري قد تحمل مبادرة «إطفائية»



وقال البيان إن الوزيرين جدّدا «الحرص على مواصلة التشاور والتنسيق في ما يتعلق بمجمل الأوضاع في المنطقة، والتي تحتم على الدول العربية المزيد من تنسيق المواقف والتشاور حفاظاً على الأمن القومي العربي والتضامن في مواجهة التحديات المختلفة». والتقى شكري الملك الأردني عبد الله الثاني. وذكرت وزارة الخارجية الأردنية أن الصفدي حمل رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للملك الأردني عبد الله الثاني، مشيرة إلى أنّ المباحثات تتركز على المستجدات في الساحة الفلسطينية إضافة إلى اتفاق ثلاثي أردني ــــ أميركي ــــ روسي خاص بمنطقة خفض التصعيد جنوب سوريا. إلا أن جولة شكري تشمل ست عواصم عربية، هي الرياض وأبوظبي والمنامة والكويت ومسقط، إضافة إلى عمّان، ما يؤشر على أن الحراك المصري الدبلوماسي، الواسع والمستعجل، يتعدى حدود التنسيق الروتيني.
والتقى شكري، في عمان، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، قبل أن ينتقل إلى المنامة حيث سلم «رسالة شفهية» من الرئيس السيسي إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وأشار متحدث باسم الخارجية البحرينية إلى أن الرسالة تتناول «تقييم مصر ورؤيتها للتطورات المتلاحقة في المنطقة وتأثيراتها على استقرار الدول العربية وشعوبها». وأضاف أن المحادثات تطرقت إلى تطورات الأوضاع في لبنان واليمن والعراق وسوريا، إضافة إلى الأزمة الخليجية. وأشار وزير الخارجية المصري، من جانبه، إلى أن القاهرة «تتطلع إلى المزيد من التنسيق والتشاور بين الدول العربية لمواجهة التحديات المحيطة بها»، مشيرا إلى «أهمية العمل على تجنيب المنطقة المزيد من أسباب التوتر أو الاستقطاب وعدم الاستقرار».
الحراك الدبلوماسي والسياسي في المنطقة، دخلت على خطه أنقرة مع إعلان الرئاسة التركية عن زيارة يقوم بها الرئيس رجب طيب أردوغان، في الساعات المقبلة، إلى الكويت وقطر، حيث يلتقي أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، بناء على دعوة من الأخير، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
(الأخبار)