دعا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، المعارضة السورية إلى التعامل بواقعية مع المعطيات الحالية، وإدراك أنها «لم تربح الحرب»، مطالباً الحكومة السورية في المقابل بعدم هجر العملية السياسية نحو إعلان انتصار.وقال في مؤتمر صحافي في جنيف، أمس، إن «ساعة الحقيقة قد اقتربت» مع تحرير دير الزور وقرب الانتهاء من عملية الرقة، مضيفاً: «أعرف أنكم تسمعون عبارات (العملية السياسية) كثيراً، لكن هل ستكون الحكومة السورية مستعدة للمفاوضات بعد تحرير دير الزور والرقة أم أنها ستكتفي برفع راية النصر؟».

وتابع القول: «هل ستكون المعارضة قادرة على أن تتحد وأن تكون واقعية لتدرك أنها لم تربح الحرب؟»، مشدداً على أنه «بالنسبة إلى المعارضة، الرسالة واضحة للغاية: إذا كنتم تخططون للفوز بالحرب، فإن الحقائق تثبت أن هذا ليس هو الوضع. لذلك آن الأوان الآن للفوز بالسلام».
وأكد أن الأولوية الآن يجب أن تكون لمواصلة العمل على إنشاء مناطق «تخفيف التوتر» والتوصل إلى «وقف شامل لإطلاق النار» لا يمكن أن يكون مستداماً إلا عبر «عملية سياسية». وشدد على أن «المفاوضات السياسية ضرورية» لتجنّب «مستقبل قاتم» لسوريا، وخصوصاً إمكانية عودة تنظيم «داعش» أو اندلاع حرب عصابات.
وجدد أمله في إطلاق مباحثات سلام في تشرين الأول بين الحكومة السورية والمعارضة في جنيف، مشيراً إلى أهمية أن تحضر المعارضة موحّدة ومع نظرة فيها «شيء من الواقعية». وحذّر من أن عدم توافر هذه الظروف يعني «أنه لن يكون هناك مفاوضات حقيقية، وهذا ليس من مصلحة المعارضة».
ولمّح دي ميستورا إلى أن الحرب انتهت تقريباً، لأن الكثير من الدول شاركت فيها بالأساس لهزيمة تنظيم «داعش»، ويجب أن يلي هذا فرض هدنة على مستوى البلاد قريباً. ورداً على سؤال عمّا إذا كان يعني أن الرئيس السوري بشار الأسد انتصر في الحرب، قال إن القوات الموالية للحكومة أحرزت تقدماً عسكرياً، لكن «لا أحد يمكنه في حقيقة الأمر إعلان أنه فاز بالحرب».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)