تتمدّد رقعة المواجهات في الميدان السوري، في ظل ترنّح «الهدنة الهشّة» وتوقّع أطراف القتال للعودة إلى ما قبل وقف النار. ومع نهاية الأسبوع الأوّل من التهدئة، خرق المسلحون «الهدنة» 16 مرة، باستهدافهم مناطق سكنية وعدداً من نقاط الجيش السوري في دمشق، وحماة، وحمص، واللاذقية، ودرعا.الجبهة الجنوبية ما زالت تحت النار، وتحديداً في ريف القنيطرة الشمالي، ليس فقط من خلال خلال مواجهة الجيش السوري وتصدّيه لهجمات المسلحين، بل أيضاً نتيجة دخول الطيران الإسرائيلي على خط المواجهة، إذ استهدفت طائرة مسيّرة للعدو الاسرائيلي، من دون طيار، نقطة للدفاع الوطني في محيط خان أرنبة، ما أدّى إلى سقوط شهيد إضافة إلى عدد من الجرحى.
يحشد المسلحون للهجوم على قرية كفراع شمالي حماة

بدوره، استهدف رماة الصواريخ الموجهة في الجيش عدداً من المسلحين، بعد رصدهم في أحد المنازل، عند أطراف بلدة طرنجة في ريف القنيطرة الشمالي، ما أدّى إلى تدميره، ومقتل وجرح من فيه. كذلك، دمّر الرماة جرافة للمسلحين بصاروخ موجه آخر، في المنطقة عينها.
أما في جباتا الخشب، في ريف القنيطرة الشمالي، فقد استهدف الجيش السوري بقذائف الدبابات تجمعاً للمسلحين عند سنترال جباتا، محققاً إصابات مؤكّدة. وتأتي استهدافات الجيش للفصائل المسلحة إثر هجوم الأخير على نقاطه في إطار معركة أطلقتها الأسبوع الماضي بمسمى «قادسية الجنوب»، إلا أنها لم تحدث أي تغيير في خريطة السيطرة الميدانية هناك.
في غضون ذلك، توصّلت «لجنة المفاوضات» بين الحكومة السورية من جهة، ووجهاء من حي الوعر الحمصي، من جهة أخرى، إلى اتفاق يقضي بخروج الدفعة الأولى من المسلحين مع عائلاتهم إلى مدينة إدلب، شمالي سوريا.
وتضمن الاتفاق أيضاً الإفراج عن معتقلي حي الوعر، والسماح بدخول المواد الغذائية. وأشارت «تنسيقيات» المسلحين إلى «الدفعة الأولى ستخرج يوم الإثنين، ويبلغ عددهم أكثر من مئتي عنصر، بإشراف فرق عدّة من منظمة الهلال الأحمر السوري، وممثلين عن النظام».
من جهتها، لم تستسغ الفصائل الإسلامية والأخرى التابعة لـ«الجيش الحر» الاتفاق، فرأت في بيانها أن «النظام قد خرج عن اتفاق الهدنة»، مؤكّدة على «حقّها المشروع في استمرار القتال».
رغبة المجموعات المسلحة بالعودة إلى القتال أوضحتها «التنسيقيات»، التي أشارت إلى أن «فصائل المعارضة، شمالي مدينة حماة، تستعد لمواجهات جديدة لقوات الأسد»، مضيفة أن «ستة فصائل على الأقل ستشن هجوماً واسعاً على قرية وجبل كفراع، في ريف حماة الشمالي الشرقي»، وهي منطقة تخضع لسيطرة الجيش السوري، ولم تكن على خارطة المواجهة مع المجموعات المسلحة، وهو ما أكّدته «التنسيقيات» بأن الأخير «سيحاول للمرة الأولى اقتحام هذه المنطقة».
وبحسب «التنسيقيات» فإن فصائل «جند الأقصى»، و«جند الشام»، و«أبناء الشام»، و«فيلق الشام»، و«جيش النصر»، و«أجناد الشام»، ستشارك في العملية المرتقبة، لافتةً إلى أن أهمية جبل كفرّاع لإطلاله على قرى عدّة تخضع لسيطرة الجيش، أبرزها معرشحور، ومعان، والشعثة والسمرة من المحور الشرقي، إضافةً إلى ارتفاعه النسبي عن جبل زين العابدين المجاور له من المحور الغربي، فيما لا يبعد عن مدينة حماة سوى عشرة كيلومترات. وفي السياق، شهد محيط بلدة كوكب، في ريف حماة الشمالي، مواجهات بين الجيش والمسلحين.
في غضون ذلك، دارت اشتباكات بين وحدات الجيش ومسلحي تنظيم «داعش» في منطقة وادي العذيب، على طريق إثريا ـ الشيخ هلال، في ريف حماة الشرقي، ما أدى الى وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، وقطع الطريق احترازياً، قبل أن يعاد فتحه باتجاه حلب بشكل طبيعي.
وفي غوطة دمشق الشرقية، دارت مواجهات بين الجيش ومسلحي «جيش الإسلام»، عند المحور الجنوبي الغربي لجبهة حوش نصري، في وقتٍ جرى إطلاق نار من قبل مسلحي «الحر»، من جهة بيت سحم، على طريق المطار في ريف دمشق، أدّى إلى استشهاد أحد جنود الجيش وجرح أحد المدنيين. وتجدر الإشارة إلى أن بلدة بيت سحم يسودها مصالحة بين الجيش والمسلحين.
(الأخبار)