جولة واحدة في صفحة "فادي السلامين"، التي أخذت العلامة الزرقاء الشهيرة (verified page) وفيها أكثر من نصف مليون متابع تُظهر أن هناك فريقا يقف خلف تغذية هذه الصفحة، طوال ساعات اليوم، بأخبار وبصور وبتصريحات لسياسيين فلسطينيين وبمشاركات السلامين عبر الفضائيات المتعددة، وفي أوقات الفراغ بنكت وطرائف، ومؤخرا صار كثيرون يرسلون مناشداتهم وشكاواهم عبر الصفحة كأنها بوابة خلاص.لكن أهم ما يترقبه متابعو الصفحة هو نشر السلامين بين مدة وأخرى وثائق يتلقفها من "ملهمه" محمد دحلان وغيره من "المصادر الفلسطينية داخل الوطن"، كما يحب تسميتها، وتحديدا من جهاز "المخابرات"، عن فضائح الفساد في السلطة، التي باتت شغله الشاغل، أو لنقل الطريق الأسهل في البحث عن مجد شخصي يحول كتّاب الشكوك حوله إلى "الكلاب التي تنبح" على قافلته التي تسير. كما لا مشكلة لديه في النشر نقلا عن مواقع أخرى، المهم أن أي وثيقة تكشف فسادا ما في السلطة هي شغله الشاغل.
ضمن هذا المجد الشخصي، انتشر مؤخرا في مواقع تابعة لدحلان، كـ"الكرامة برس" و"شفا"، خبر لم نجد له مصدرا في المواقع الأميركية والإسرائيلية، سوى نبأ قبل سنوات يفيد بلمز أميركي عن المساعدات المالية للسلطة. يقول الخبر الذي عمّمه السلامين، إن اجتماعاً ضم 17 عضوا من الكونغرس حضره هو، "ناقشوا فيه تجاوزات رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية صلاحيته محمود عباس للقانون الفلسطيني، وقال السلامين في حديث له مع (موقع) شفا إن الاجتماع كان في واشنطن يوم أمس وتم مناقشة تغول واستقواء عباس بالأجهزة الامنية لفرض سيطرته على السلطة الفلسطينية، وأضاف السلامين انه تم مناقشة الاعتداء على اعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني والمضايقة وملاحقتهم بطرق غير قانونية وذلك من اجل قمع اي رأي معارض لعباس، وأضاف السلامين ان الاجتماع ناقش أيضا الفساد المستشري في مؤسسات السلطة الفلسطينية وعن التقارير الواردة والتي تفيد باختفاء الاموال المقدمة من واشنطن للسلطة الفلسطينية وضرورة تبيان الحقيقة وكشف ومحاسبة الفاسدين".
أما التعبير الأجمل الذي نقله الناشط الشاب، فهو أن "اعضاء الكونغرس الامريكي اشتاظ غضبهم بعد مشاهدة تقارير عديدة تتحدث عن الفساد وعن تسيير السلطة الفلسطينية بالبلطجة وغياب القانون الفلسطيني، وتم مناقشة قضية الاعتداء على النائبة في المجلس التشريعي عن حركة فتح نجاة ابو بكر، وعن الاعتداء على المعلمين الفلسطينيين واضرابهم وحرمانهم من حقوقهم... وحول نتائج الاجتماع قال السلامين لـ شفا انه تم صياغة رسالة شديدة اللهجة الى الرئيس الامريكي باراك اوباما ووزير الخارجية الامريكي جون كيري تطالب بفتح تحقيق حول مصير الاموال التي تقدمها واشنطن للسلطة الفلسطينية ودراسة اي دعم اضافي".
هكذا مرّ الخبر مطلع آذار الماضي بأخطائه الإملائية والنحوية من دون أي ضجة لدى مواقع "حماس"، مثلا، التي تغرق الإنترنت الفلسطيني بعددها. وأخيرا، ينشر موقع "مباشر 24"، الذي يتقاذف الفتحاويون الاتهامات حول تبعيته، خبرا بعنوان "ماجد فرج يحاول مصادرة منزل الناشط السلامين في الخليل"، يبدو أن وراء صياغته فادي كما فعل في الأخبار الماضية، ويشير فيه إلى أن "مخابرات فرج حاولت إلصاق تهمة حيازة المخدرات للناشط السلامين بعد الفشل الذريع في كل المحاولات السابقة التي كانت تهدف للنيل منه". واستباقا لبطولاته المتوقعة على "فايسبوك" والمواقع الدحلانية، هل نحاول نحن إلصاق التهمة به، وهو المدان بالصورة والهوية وعقود بيع والشراء؟
هذه المواقع التي نقلت خبر "محاسبة عباس":
http://www.karamapress.com/arabic/?Action=ShowNews&ID=172053
http://www.shfanews.net/index.php/2012-02-15-08-42-31/54931-i
http://www.mubasher24.com/30420