يريد وزير الخارجية الأميركي جون كيري تطمين حلفائه، في ظل التقدّم في المباحثات «النووية» مع طهران. لا يزال يوحي بإمكانية استخدام القوة العسكرية لإسقاط النظام السوري، بالتزامن مع بدء تدريب «المعارضة المعتدلة» في تركيا. هذا الاستخدام كان أوضح لدى رئيس الأركان الأميركي، مارتن ديمبسي، عندما تحدّث أول من أمس «عن إمكانية إرسال وحدات من القوات الخاصة الأميركية إلى سوريا، لدعم مقاتلي المعارضة المعتدلة». إلا أنّ مسؤولاً في «البنتاغون»، وفقاً لوكالة «فرانس برس»، قلّل من شأن هذا التصريح، مؤكداً أنّ الجنرال ديمبسي «لم يغيّر موقفه البتة بشأن الوضع السوري، لأنه ليس وارداً إرسال جنود أميركيين إلى سوريا».
المساران الدائمان للحديث عن تدخّل في سوريا، يبقيان لدى واشنطن ورقة دائمة، إن كان من جهة تدريب مقاتلين سوريين يعملون بإمرتها أو من جهة إمكان نقل تجربة العراق إلى سوريا عبر وجود برّي أميركي. وقال جون كيري إنّ إزاحة الرئيس بشار الأسد «ربما تحتاج إلى ضغط عسكري»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّ أولوية بلاده محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية». وأضاف، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي سعود الفيصل، أنّ «الأسد دمر بلاده للحفاظ على بقائه، وهو فاقد للشرعية، لكن أولويتنا محاربة داعش، وعلينا تعزيز القدرة للتوصل إلى حل سياسي». بدوره، قال الفيصل إنّ «استمرار أزمة سوريا جعلها ملاذاً للإرهاب بمباركة الأسد، وينبغي إيجاد توازن عسكري عبر دعم المعارضة المعتدلة».

موسكو: أسلحة الولايات المتحدة وحلفائها تصل إلى أيدي المتطرفين
إلى ذلك، وصل نحو 100 جندي وفني أميركي إلى قاعدة تدريب عسكرية شمال بلدة أورفة التركية لتدريب مسلحي «الجيش الحر»، وذلك بعد الاتفاق الأميركي التركي «لتدريب المعارضة المعتدلة وتزويدها بالعتاد». من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، لرئيس «الائتلاف» المعارض خالد الخوجا، إنّ الرئيس الأسد هو «المسؤول الرئيسي عن مأساة شعبه وتنامي المجموعات الإرهابية».
بدوره، قال خوجا، خلال اللقاء في باريس، إن «سقف الموقف الفرنسي هو نفسه سقف الائتلاف بأن مصدر الارهاب هو الاسد نفسه ولا يتم حل موضوع الارهاب إلا بإزاحته ونظامه». في المقابل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أنّ الأسلحة التي توردها الولايات المتحدة ودول أخرى إلى «المعارضة المعتدلة» تصل في نهاية المطاف إلى أيدي المتطرفين، مؤكداً أن هذا الأمر يزيد من تعقيد الوضع بشكل أكبر في هذا البلد.
إدانة استخدام غاز الكلور
في سياق آخر، عرضت الولايات المتحدة على مجلس الأمن مشروع قرار يدين استخدام غاز الكلور في النزاع السوري، ويهدد بفرض عقوبات على مستخدميه، ولكن من دون أن تتهم الدولة السورية بذلك. وأفاد دبلوماسيون بأن أعضاء المجلس سيبدؤون، على مستوى الخبراء، مناقشة هذا النص الذي تأمل واشنطن إقراره اعتباراً من اليوم الجمعة. ويتضمن مشروع القرار إشارة الى الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يجيز لمجلس الامن اتخاذ تدابير قهرية تصل الى حد استخدام القوة العسكرية لفرض تطبيق قراراته.
(الأخبار، أ ف ب)