ريف دمشق | لم تؤت محاولات «جيش الإسلام» لعرقلة جهود المصالحة في بلدة عربين أكلها. فبعد ساعات من شنّ مقاتلي التنظيم هجومهم الواسع على الوفد المفاوض المتوجه إلى دمشق لإنجاز تفاصيل المصالحة، عاد فجر أمس التواصل بين الوفد والمعنيين في العاصمة السورية.
وكشف قائدٌ ميدانيٌ في «لواء أم القرى» عن أن الاتفاق كان قد جرى خلال الأسابيع الماضية «عن طريق التواصل مع مجموعة من الإخوة قادة الفصائل، لوضع حدّ للمعاناة الإنسانية والإغاثية في عربين. وبناءً عليه جرى الاتصال مع مسؤولي المصالحة الوطنية في البلدة، لتسوية اتفاق إنساني مع النظام». وأضاف في حديث إلى «الأخبار» أن التسوية التي تم التوصل إليها تشمل «وقف إطلاق النار، يتبعه تفكيك الألغام في طرقات البلدة، وتثبيت حاجز للجيش في منطقة الري، وحاجز لنا في منطقة النفوس، ليجري بعد ذلك فتح طريق تجاري إنساني لإدخال المواد الغذائية»، فيما أكدت مصادر محلية أن جميع الفصائل المسلحة موافقة على التسوية «باستثناء جيش الإسلام والنصرة. لكن الاتفاق ساري حتى ولو لم يوافق التنظيمان عليه».
في موازاة ذلك، كشفت مصادر مقرّبة من «جيش الإسلام»، في دوما، عن عزم التنظيم على البدء بـ«تسيير دوريات من عناصر تحمل اسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مهمتها تأمين تطبيق أمين للشريعة الإسلامية على الصعيد الاجتماعي، ومحاسبة المفسدين من الناس وفقاً لضوابط الشريعة». وحول أعداد عناصر «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، أكد مصدر أنه «جرى ضم 85 مقاتلاً من ذوي الكفاءات الخلقية والمسلكية الجهادية في عداد الهيئة الجديدة».
من جهته، قال مصدر محلي من داخل دوما إن «مقاتلي زهران (علوش) لا يختلفون عن داعش من حيث الممارسات السيئة وأحكام الإعدام الميدانية»، مضيفاً في اتصال مع «الأخبار» أن «الفرق بين التنظيمين هو الكاميرا. فبينما يحرص مقاتلو داعش على تصوير أعمالهم بغية دب الرعب في قلوب الناس، يخفي مقاتلو زهران أعمالهم تلك».
ميدانياً، نفذ سلاح الجو في الجيش السوري عدة غارات جوية على تحركات الفصائل المسلحة في كلٍ من شمالي داريا وبلدة حمورية (غربي العاصمة)، فضلاً عن دوما شرق دمشق، ما أدى إلى سقوط أكثر من 40 مسلحاً ما بين قتيلٍ وجريح في حصيلة اشتباكات ريف العاصمة. وفي سياقٍ متصل، أحبطت وحدات الجيش إحدى محاولات «جيش الإسلام» للتسلل نحو جبهة جوبر في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس، موقعةً عدداً آخر من القتلى.