متيقن من النصر، وبهزيمة العدوان، خرج زعيم «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، أمس في كلمة متلفزة بمناسة الذكرى السنوية الأولى لثورة «21 سبتمبر»، داعياً إلى مقاتلة الاحتلال السعودي لأجزاء من البلاد وإلى رفد الجبهات بالمقاتلين.
الحوثي بدأ خطابه بتفصيل الأسباب التي أدت إلى قيام الشعب اليمني بثورته، موضحاً أنها «كانت ضرورة بعدما كان البلد يوشك أن يفقد سيادته كلياً» وأن «النفوذ الغربي والسعودي الكبير في اليمن استدعى الثورة الشعبية»، لافتاً إلى أنه لم يكن أمام الشعب اليمني خيار آخر غير الثورة.
وأضاف الحوثي «الثورة الشعبية لم تأت من فراغ، إنما هي تحرك مشروع استحقاقي مسؤول واع ونتاج للإحساس بالظلم والشعور بالمسؤولية»، مؤكداً أن «ثورتنا لا تهدد أي علاقة مشروعة مع دول الجوار باستثناء كيان الاحتلال». وشدد على أنه «لا يمكن أن نستسلم للآخرين أو أن نضحي بكرامتنا ووجودنا لهم، بل مستمرون في ثورتنا ونتحرك لضمان استقلالنا وكرامتنا ووجودنا»، قائلاً إن «الشعب اليمني يتجه لفرض التغيير».
وأشار زعيم «أنصار الله» الى أن «القوى الخارجية وقفت بوجه التحرك الشعبي وواجهته بعدوان عارم، وسعت إلى الانقلاب على الحوار الوطني اليمني ومخرجاته» لافتاً إلى أن «بعض القوى السياسية في اليمن انخرطت في المشروع الخطير الذي تم التخطيط له»، موضحاً أنهم «كانوا يريدون باليمن فوضى عارمة ولكن تحت سيطرتهم».

دعا زعيم «أنصار الله» إلى تشكيل مجلس للأعيان كمجلس رسمي لمواجهة العدوان والاحتلال


وأضاف «كل ما كان يرسم في البلاد في مختلف النواحي كان يرسم فقط وفقاً للمصالح الأميركية والسعودية والأجنبية، بينما كانت مصالح الشعب مهمشة ولم تكن منظومة الحكم تولي أي اهتمام للشعب».
وشدد الحوثي على أن «أكبر إنجاز لثورة 21 سبتمبر هو القضاء على المخطط الاستعماري ونهب ثرواته، ولهذا تحركوا بشكل علني وواضح ليحتلوه ويقتلوا أبناءه وينهبوا ثرواته»، وأوضح أنه «لا يمكن في أي حال من الأحوال أن نقدم لهذه القوى الإجرامية ما يريدونه ونقول لهم بأننا نقبل بالإهانة والذل والركوع وأن نقول لهم نحن سنحقق لكم ما تريدونه».
وأكد أن «هذا الأمر مستحيل، فنحن شعب الإيمان شعب العزة والكرامة ومستحيل أن نقبل بالذل والهوان»، مشدداً على أن «ثورتنا الشعبية لم تكن ضد أي مصلحة مشروعة لأي بلد، بل كانت ضد مصادرة قرار اليمن السيادي والسياسي»، وموضحاً أن الثورة «كانت تطالب بعلاقة ندية واحترام متبادل بين اليمن والدول الشقيقة والصديقة».
ولفت زعيم «أنصار الله» إلى أن «ما نضحي به أقل بكثير مما يمكن أن نخسره، فالاستسلام والخضوع يضيعان البلد والحرية ومستقبل أجيالنا». وأكد أن «الثورة مستمرة والتحرك مستمر حتى يتحقق الحصول على استقرار واستقلال الوطن سياسياً واقتصادياً، وحتى ينعم هذا الشعب بخيراته وثرواته، مهما كان حجم التضحيات».
وأشار إلى أنه «بحساب الربح والخسارة، نحن رابحون ونحن نتصدى لأولئك القتلة والمجرمين ... بحساب الدين، بحساب الأخلاق وبحساب الكرامة نحن الرابحين».
وقال «بعد مرور نصف عام على العدوان، لا نزال صامدين ولا يزال بلدنا بخير رغم أن أجزاء منه أصبحت تحت الاحتلال... ومن حق الشعب اليمني أن يناضل لاستعادة أرضه وستتحرر الأجزاء المحتلة على رغم أنف المحتلين والغزاة طوعاً أو كرهاً»، مؤكداً أنه «لولا صمودنا لكانوا احتلوا البلد برمته من اليوم الذي بدأوا فيه عدوانهم».
وشدد على أن «التضحيات مثمرة. صمود هذا الشعب وثباته لم يمكّنا الطغاة والمجرمين رغم إمكانياتهم الهائلة من تحقيق أي شيء».
وعن تطورات الميدان، قال الحوثي إنه «فيما الغزاة يقتلون أطفالنا ونساءنا، يقتل ضباطهم وجنودهم في معاركهم مع اليمن»، لافتاً إلى أن «القوة هي المواجهة على الأرض، وعدونا يستقوي على النساء والأطفال».
كما شدد الحوثي على أننا «موقنون بالنصر بقدر يقيننا بصدق وعد الله، وللنصر تجربته في تاريخ أجدادنا الذين انتصروا على إمبراطوريات حاولت احتلال البلد»، مشيراً إلى أن «النصر سيتحقق بوعي الشعب وبإيمانه بحقه في تحرير أرضه على كل المستويات».
وتعرض الحوثي أيضاً في كلمته لمنع السعودية اليمنيين من الحج، مشدداً على أن الرياض لن تفلت من العقاب لأن «الحرم ليس لآل سعود ولا للملك ولا لوزرائه وحكومته، ولا لبلد دون بلد ولا لفئة دون فئة»، لافتاً إلى أن «إدخال الحج في الحسابات السياسية جريمة، ويفترض بكل العالم الإسلامي أن ينتقد ذلك ويقف بوجهه. وقد يكون لهذا المنع تداعيات مستقبلية، فقد تكرر ذلك السعودية حين يكون هناك خلاف مع أي دولة أخرى».
كما تناول زعيم «أنصار الله» الأحداث الأخيرة في المسجد الأقصى، معتبراً أن النظام السعودي شريك بما تفعله إسرائيل بحق المقدسات وشعب فلسطين وهما يتحركان باتجاه واحد لفرض عداوات ومشاكل في أوساط الأمة، مضيفاً «إن العدو الصهيوني ما كان ليجرؤ على المسجد الأقصى لولا العدوان السعودي على اليمن»، داعياً إلى خروج اليمنيين اليوم في تظاهرات داعمة للأقصى وإحياءً لذكرى ثورة «21 سبتمبر». وختم الحوثي كلمته بتوجيه رسائل عدة تناولت مجمل التطورات الأخيرة في اليمن. ودعا الحوثي الشعب اليمني بكل أطيافه إلى «الاستمرار الجاد والعملي في كل المجالات للتصدي للعدوان والاحتلال». كذلك دعا «كل الشرفاء والأحرار لرفد جبهات القتال ورفد الخيارات الاستراتيجية التي بدأت بعمليات تمهيدية».
وفيما توجه بالشكر للدور الفعال والمشرف لقبائل اليمن في مواجهة العدوان والتصدي للاحتلال، دعا الحوثي إلى تشكيل مجلس للأعيان كمجلس رسمي لمواجهة العدوان والاحتلال.
وجدد الحوثي الترحيب بأي مساع سياسية وحلول سلمية بما لا يؤثر على حقوق الشعب وحريته واستقلاله.
(الأخبار)