تواصلت الاشتباكات في محافظة مأرب يوم أمس، بين الجيش و»اللجان الشعبية» من جهة، والمجموعات المسلحة بعد يوم واحد من إعلان التحالف السعودي بدء عملية برية واسعة للسيطرة على المحافظة المتاخمة للعاصمة صنعاء.وشنّت طائرات التحالف، أمس، غارة على موقع المعسال الذي يتمركز فيه مقاتلون مؤيدون له يتبعون «الإصلاح» إلى جانب عناصر من «القاعدة»، في جبهة ماس شمال مأرب.

وتقول المعلومات الاولية لـ «الإعلام الحربي» إن عدداً من قادة مجموعات «الإصلاح» و»القاعدة» قتلوا في تلك الغارة، التي أدت أيضاً إلى احتراق آليات وعربات مدرعة. الغارة «المشبوهة» تأتي بعد سلسلة مشابهة، حيث أغارت طائرات العدوان على مواقع ومعسكرات لمجموعات مسلحة مؤيدة له في محافظات عدة سابقاً، أهمها قصف معسكر العبر في حضرموت واستهداف أرتال عدة في أبين ولحج. وتأتي هذه الضربة بعد يومين من فشل محاولات عدة للزحف إلى مأرب، كسرها الجيش و»اللجان» الذين أعلنوا إحراق آليات إماراتية وتدمير مخازن أسلحة تابعة لقوات التحالف.
وفي عدن، أكد مصدر في الإعلام الحربي إنفجار سيارة مفخخة كان تنظيم «القاعدة» يستعد لتفجيرها في المنصورة، حيث أكد المصدر اغتيال القيادي في «الحراك الجنوبي»، رشيد خالد سيف وإصابة شخص آخر بالقرب من فندق القصر من قبل مجهولين على دراجة نارية. وفي السياق نفسه، أفاد المصدر بأن عناصر يتبعون القياديين في تنظيم «القاعدة»، محسن سرور وعبد الفتاح المحرابي، هجّروا الناس من منازلهم في تعز، فضلاً عن نهب الممتلكات والمصانع. وكان التنظيم قد فجر ضريحاً أثرياً ﻷحد علماء الصوفية على خط صبر الوهط في لحج ليل أمس.

أعلنت القوى اليمنية تأليف حكومة في صنعاء خلال عشرة أيام

على المستوى السياسي، عقدت القوى اليمنية التي كانت مشاركة في «حوار موفمبيك» والمناهضة للعدوان مؤتمراً صحافياً في صنعاء يوم أمس. وأعلنت الأحزاب المجتمعة في بيان تقدما كبيرا في المشاورات بشأن تأليف حكومة وحدة وطنية وهو ما يمكن إنجازه خلال عشرة أيام على الأقل. وضمت الاحزاب حركة «أنصار الله» والحزب الناصري وحزب «المؤتمر الشعبي العام» و»الحراك الجنوبي» و»اتحاد القوى الشعبية» وحزب «البعث» وحزب «الحق» وأحزاب «التحالف الوطني». واللافت في بيان القوى السياسية هذه المرة، هو إعلانها صراحةً تأييدها لـ «الخيارات الاستراتيجية» التي أعلنها زعيم «أنصار الله» السيد عبد الملك الحوثي.
وشهد اللقاء تساؤلات بشأن سبب غياب حزب «المؤتمر الشعبي العام» عن المؤتمر الصحافي باعتباره قد يُفهم بمثابة إعاقة لمشروع الحكومة وهروباً من سدّ الفراغ. وهو ما نفاه ممثل «أنصار الله»، حمزة الحوثي، الذي أكد أن تغيب حزب «المؤتمر» لا علاقة له بموقفه من البيان وليس وراءه أي خلافات، لافتاً إلى أن حضور ممثل أحزاب «التحالف الوطني» الذي يضم «المؤتمر» يكفي في هذا الصدد.
في غضون ذلك، طرحت «الأخبار» سؤالاً على المجتمعين، عن المبرر في استمرار التعاطي مع العملية السياسية في اليمن عبر الأدوات نفسها، أي الشخصيات والأحزاب نفسها، وتحديداً بشأن إشراك بعض القوى الممثلة في «حوار موفامبيك»، التي أيدت العدوان فيما بعد، في القرار السياسي. ممثل أحزاب «التحالف الوطني» ردّ بالقول إن «أنصار الله» والقوى الأخرى بصدد دراسة «إنشاء مشهد سياسي جديد» بالتعاون مع كل المكونات الجديدة التي افرزتها مرحلة ما بعد «ثورة 21 سبتمبر».

(الأخبار)