غزة | في الوقت الذي انسحبت فيه دبابات العدو من محور التوغّل في مدينة بيت حانون أقصى شمال قطاع غزة، نفّذت قوة برية أخرى توغّلاً محدوداً في المناطق الشرقية لمدينة دير البلح، حيث انتشرت قوات الاحتلال في عمق كيلومترين شرق شارع صلاح الدين، فيما تتواصل العملية العسكرية البرّية في مخيم النصيرات وسط القطاع. وبالتزامن مع ذلك، أعلن جيش العدو أنه دفع بتعزيزات كبيرة إلى قاعدة «ريعيم» العسكرية، تمهيداً لشن عملية كبرى في مدينة رفح.كذلك، شهد أمس تنفيذ جيش الاحتلال عشرات الغارات التي طاولت منازل وتجمّعات سكنية في حيي الشيخ رضوان والتفاح ومخيم الشاطئ، واستشهد فيها العشرات من المواطنين.
وفي بيت حانون، أكّدت شهادات ميدانية أن الهدف من العملية لم يتجاوز تجريف أراض زراعية فارغة، يقدّر جيش العدو أنها استُخدمت لإطلاق رشقات صاروخية خلال الأيام الماضية. وفي خلال 28 ساعة من التوغّل، استطاعت «كتائب القسام» قنص جندي، فيما قالت «سرايا القدس» إنها خاضت مواجهات ضارية مع القوات المتوغّلة. أما في المنطقة الوسطى، فقد أعلنت «كتائب القسام» أن مقاوميها تمكّنوا من تدمير جرافة «دي ناين» بقذيفة «الياسين 105». كذلك، أعلنت «ألوية الناصر صلاح الدين» أنها قصفت قاعدة «زيكيم» العسكرية شمال مدينة بيت لاهيا برشقة صاروخية مركّزة، بينما أكّدت «سرايا القدس» تمكّن مقاوميها من السيطرة على طائرة استطلاع كانت تقوم بمهام استخباراتية في شمال القطاع، ليرتفع عدد المُسيّرات التي تمت السيطرة عليها خلال أسبوع واحد إلى 5.
زادت التصريحات المشكّكة في جدوى استمرار الحرب في أوساط القادة العسكريين الإسرائيليين


وفي التقدير الميداني، تحمل زيادة استقدام التعزيزات إلى داخل غزة، مؤشرين: الأول هو مدى الإنهاك الذي تتعرّض له ألوية جيش العدو التي تخدم في القطاع، والحاجة المستمرة إلى استبدال الجنود؛ والثاني هو أن ثمة مخطّطاً لتوسيع نطاق العمليات العسكرية في محور المنطقة الوسطى، التي لم تشهد منذ بداية الحرب هجوماً واسعاً، بل اقتصرت العمليات العسكرية فيها على القصف الجوي. وإلى جانب ذلك، يستخدم جيش العدو الإعلان المستمر عن استقدام الألوية المقاتلة، في التلويح مجدداً بتنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح.
في مقابل ذلك كله، لا يبدو أن المقاومة وصلت أو من الممكن أن تصل في المدى المنظور، إلى مرحلة الإنهاك ورفع الراية البيضاء. وبناءً على هذا الواقع، زادت التصريحات المشكّكة في جدوى استمرار الحرب في أوساط القادة العسكريين الإسرائيليين، إذ قال عضو مجلس الحرب، غادي آيزنكوت، إنه لا يوجد شيء اسمه «انتصار مطلق»، بل إن «نتائج الحرب على غزة لن تظهر إلا في غضون سنوات، وليس في المدى القريب».