العدو يعيد الحرب إلى مربّعها الأول على صعيد حدة وكثافة القصف الجوي، ومضاعفة المجازر
لا شيء تحقّق للعدو بعد كل تلك الأشهر، بل إن الوقائع الميدانية أجبرت العدو على إعادة النظر في جدوى البقاء في محور «نتساريم»، بعدما وجد أن المقاومة تستطيع، وهي في ذروة الحرب التي تستنزف قدراتها وقواها، أن تُشاغله من الاتجاهين الشمالي والجنوبي للحاجز المستحدث. ولذا، بدأ العدو طرح تساؤلات منطقية عما سيكون عليه الوضع، إن قرّر الإبقاء على قواته في أي فترة تلي أي اتفاق هدنة، ولو بصورة مؤقتة. ويقول مصدر في المقاومة، لـ«الأخبار»، تعليقاً على هذه الجزئية إنه «بعد هدنة الأيام السبعة التي جاءت بعد نحو 48 يوماً من القصف الجوي العنيف والقتال المتواصل، استطاعت المقاومة أن تعيد تنظيم صفوفها بشكل لافت، وخرجت من حال الإنهاك إلى العمل بفعّالية وتأثير كبيريْن. وفي تقديرنا أن جيش الاحتلال سيقدّر الحال التي ستكون عليها قواته التي تضع نفسها بين فكَّي كماشة، إن عادت إسرائيل إلى الحرب بعد أي صفقة مفترضة، وأبقت جنودها هناك».
في المقابل، لم يجد جيش العدو سوى إعادة الحرب إلى مربّعها الأول على صعيد حدّة وكثافة القصف الجوي، ومضاعفة أعداد المجازر المرتكبة بحق العائلات الآمنة، حيث نفّذ خلال الأيام الثلاثة الماضية، العشرات من الغارات الجوية التي تسبّبت في استشهاد أكثر من 30 مواطناً. كذلك، دكّ سلاح مدفعيته العشرات من المنازل والأهداف التي كانت قُصفت في وقت سابق، في ما بدا رداً على الرشقات الصاروخية، لا يملك غيره لغياب الأهداف. أيضاً، لا ينفّذ الاحتلال عمليات توغّل في الوقت الحالي، ولذا، زاد من وتيرة عمل الطائرات المُسيرّة في استهداف الأفراد. أما المقاومة، التي أثبتت أنها قادرة على امتصاص كل الضربات الكبرى، فإن هذا «الريتم» من التصعيد، أصبح بالنسبة إليها روتيناً ليس بوسعه أن يحقّق في صفوفها ما لم تحقّقه الآلاف من الغارات والمئات من الأحزمة النارية التي كانت تُنفّذ في وقت متزامن، وتستمر ساعات طويلة.