«هنا كفرنبل المحتلة»، عبارة شهيرة أطلقها «بعض» الناشطين من أبناء المدينة التابعة لمحافظة إدلب شمال سوريا، فكانت الأشهر بداية «الثورة» باللافتات الساخرة والمعارضة لـ «النظام».
اليوم عادت المدينة التي تسيطر عليها جبهة «النصرة»، إلى واجهة الأحداث، مع الحملة التي أطلقتها مجموعة من نسوة المدينة تحت عنوان «زوّجي زوجك». تهدف الأخيرة إلى إقناع النساء في الشمال السوري بقبول فكرة ارتباط أزواجهن بامرأة ثانية، «بهدف التخفيف من العنوسة، وحل مشكلة المطلقات والأرامل، وتخفيف الأعباء المنزلية عن المتزوجات».
ودعت الحملة النساء إلى التخلي عن «الكبرياء الزائف»، ووصفت الرجل الذي يقدم على خطوة التعدد بأنه «الأكثر شجاعة ومسؤولية». وتتوجه الحملة إلى النساء على اعتبارهنّ العقبة الأكبر أمام ارتباط أزواجهن بأخريات، لأن «الرجل يخشى من ردة فعل زوجته العنيف».
أثارت الحملة جدلاً واسعاً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا، وانتشرت آلاف المنشورات والتغريدات والتعليقات، وحصلت الفكرة على نسبة تأييد كبيرة من قبل الرجال، بينما هاجمت معظم النساء هذه الحملة «المغرضة» فيما اكتفى بعضهم بالسخرية.
ورأى المؤيدون أن هذه الطريقة تمنع من انتشار «الرذيلة» بين النساء، وأن تعدد الزوجات هو الحل الأمثل لمشكلة «العنوسة»! ويعتقد هؤلاء أن زواج الأرملة والمطلقة خير لها من الوقوع في «الفاحشة» حسب وصفهم.
وسخر معظم المغردون من الحملة، لأنها تقوم على فكرة غير منطقية، فهي تدعو الرجال للزواج من أربعة، في وقت أصبح فيه الزواج الأول مستحيلاً، مع وصول 90 في المئة من الشعب السوري إلى ما دون مستوى خط الفقر.
ونصح بعضهم بمساعدة الشباب على الزواج لأول مرة، وقالوا إنّ إطلاق هذه الحملة إهانة للمرأة، ودعوا إلى حل المشاكل الحقيقية التي يعاني منها الشعب السوري كزواج القاصرات، والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية. ورفض بعض رجال الدين هذه الحملة التي تتخذ الإسلام ذريعة لها، وقال بعضهم إن الأصل في الدين هو «عدم التعدد».