صنعاء | تشهد مدينة تعز، جنوبي اليمن، تطوراً جديداً على صعيد الصراع المحتدم بين حلفاء تحالف العدوان، بعدما تحولت ساحات تعز من ساحات حرب مفتوحة إلى تصفيات متبادلة بين طرفي الصراع، وأيضاً مع احتلال مستشفى مركزي في المدينة.وكان النجاح حليفاً لميليشيات «أبو العباس» السلفية، المدعومة من الإمارات، وذلك بالسيطرة على معظم مؤسسات الدولة في تعز، مقابل انحسار نفوذ حزب «الإصلاح» («الإخوان المسلمون») بعد جولات من الصراع خلال كانون الثاني وشباط الماضيين، تمكن خلالها مسلحو التيار السلفي من السيطرة على شارع جمال والتحرير وجولة ديلوكس.

وألقي القبض على عشرات المسلحين التابعين لـ«الإصلاح»، على رأسهم القيادي صهيب المخلافي، وذلك في وقت عجزت، أو رفضت، فيه السلطات التابعة لحكومة الرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، عن اتخاذ أي إجراءات لوقف المواجهات بين الطرفين.
سقوط عدد من المناطق التي كانت تخضع لسيطرة الحزب الإخواني فجّر حرب تصفيات بين الطرفين، وحوّل الشوارع إلى أماكن مفتوحة للإعدامات المتبادلة. وطوال الأسابيع الماضية، تبادلت تلك الجماعات المسلحة الكمائن والاغتيالات وصولاً إلى الإعدامات الميدانية. وفي أحد الأيام، رُصدت نحو ست حالات اغتيال متبادلة في أقل من 24 ساعة، فضلاً عن مقتل العشرات في الكمائن.
في هذا السياق، يقول مصدر محلي في تعز، لـ«الأخبار»، إن تصاعد الاغتيالات بين «فصائل المقاومة (الفصائل الموالية للعدوان) جاء بعد تواري القيادي الإصلاحي غزوان المخلافي عن المشهد منذ مطلع آذار الماضي»، مقرّاً بأن ما يحدث حالياً هو «صراع نفوذ ومصالح يعكس انقسام دول التحالف، خصوصاً الإمارات والسعودية».
وتسبّبت تلك الصراعات أيضاً في مقتل عدد من المدنيين، فيما أُجبرت المئات من الأسر على مغادرة المدينة خوفاً من تعرضها للموت ولتبعات أخرى، كذلك امتدت الاشتباكات إلى شارع عصيفرة وشارع 26، ثم إلى منطقة حوض الأشراف وحي الروضة في المدينة. ولم تسلم المناطق السكنية من القصف بين المجموعات المتحاربة.
وتسبب هذا الصراع في تراجع النشاط التجاري واضطرار عشرات التجار إلى مغادرة تعز، وذلك بعد مقتل أحد تجار المدينة ويدعى إبراهيم الشرعبي، منتصف الشهر الماضي، وذلك بعدما رفض منح مسلحين موالين لـ«الإصلاح» المزيد من الأموال تحت تهديد السلاح، علماً بأنه كان قد رضخ لمطالبهم عدة مرات، إلى جانب أن عشرات التجار تعرضوا لأعمال نهب وسطو بقوة السلاح.
وفي ظل غياب أي دور للقوات الموالية لهادي في المدينة، يسيطر مسلحو «الإصلاح» على مستشفى الثورة منذ الثاني من نيسان الجاري، رافضين قرار اللجنة الأمنية تسليم حماية المستشفى إلى قوات هادي بعد حادثة قتل أحد الجرحى داخل المستشفى.

مسلحون من «الإصلاح» يحتلون مستشفى ويطلبون فدية لتركه

وذكر مصدر محلي أن المسلحين انتشروا داخل المستشفى ونشروا القناصة على أسطح المبنى، كذلك طردوا مرضى الفشل الكلوي وهدّدوا الموظفين ورؤساء الأقسام بالاعتقال، وذلك مقابل اشتراطهم دفع مبلغ 14 مليون ريال يمني حتى يغادروا المستشفى.
وعمد أولئك المسلحون إلى نهب كميات من المعونات الطبية التي حصل عليها المستشفى الشهر الماضي، فيما عابت مصادر طبية صمت السلطة المحلية للمحافظة الموالية لهادي على ما يحدث، وكذلك «تواطؤ القيادات العسكرية مع المسلحين، خاصة قيادة اللواء 21 ميكا الذي يقودة العميد صادق سرحان الموالي للحزب الإخواني وزعيمه الجنرال علي محسن الأحمر».
في سياق متصل، تستمر التنظيمات الإرهابية، التي ازداد نفوذها منذ بدء العدوان، بفرض سلطتها في محافظات أخرى. ففي عدن، التي أعلنتها حكومة هادي عاصمة لها، حطم عدد من عناصر تنظيم «داعش»، أمس، ألعاباً وأثاث حديقة أطفال، تقع وسط مدينة كريتر، بحجة «الاختلاط».
ونقلت وسائل إعلام، على لسان سكان يقطنون بجوار الحديقة، قولهم إن «مسلحين من داعش اقتحموا حديقة أطفال في شارع أروى، وبدأوا تحطيم عدد من الألعاب ومحتويات أخرى، بحجة أنها باتت ملتقى لشباب من الجنسين يأتون إليها عصراً مع الأطفال».
هذه الواقعة ليست الأولى في عدن، إذ حطّم مسلحون ينتمون إلى تنظيمات إرهابية كراسيّ على شاطئ حي خور مكسر، لمنع الأهالي من ارتياده.