مع اقتراب نهاية عام 2014، تبدأ شركات أبحاث السوق بنشر تقاريرها وتوقعاتها عن مستقبل التقنية خلال العام المقبل. ابرز هذه التقارير التي رصدتها "الاخبار" تتعلق بتوقعات شركة أبحاث السوق الأميركية "آي دي سي" التي اكدت على استمرار النمو الذي شهدته التقنيات المختلفة هذا العام، مع نمو ضعيف أو مخيب للآمال لتقنيات أخرى. كما أصدرت وحدة مختبرات إريكسون الطبعة الرابعة من تقريرها السنوي حول أبرز الاتجاهات الاستهلاكية لعام 2015 وما بعده. ويحمل تقرير وحدة مختبرات إريكسون عنوان "أبرز 10 اتجاهات استهلاكية خلال عام 2015 وما بعده"، وهو ثمرة برنامج أبحاث عالمي، حيث يركز هذا العام بشكل خاص على أصحاب الهواتف الذكية الذين تراوح أعمارهم بين 15 و69 سنة، والذين يمثلون عينة إحصائية تعبر عن آراء 85 مليون مستخدم دائم للإنترنت.أبرز 10 اتجاهات استهلاكية خلال عام 2015 التي يظهرها التقرير تبين ان المستقبل هو لمحتوى الفيديو.، حيث سيتحول المشاهدون إلى خدمات الفيديو حسب الطلب، والمتسمة بسهولة الاستخدام، والتي تسمح لهم بالوصول إلى محتوى الفيديو عبر مختلف أنواع الأجهزة. وسيشهد 2015 حدثاً تاريخياً سيتمثل بتفوق عدد الذين يشاهدون محتوى الفيديو عبر الإنترنت على أساس أسبوعي على عدد أقرانهم الذين يتابعون البث التلفزيوني، كما يبدي المستهلكون اهتماماً متنامياً بأجهزة الاستشعار المنزلية، التي تنبههم إلى الأمور المتعلقة باستخدام الماء والكهرباء، أو عند قدوم وذهاب أفراد الأسرة.
وستواصل تطبيقات وحلول الاتصال الجديدة في الظهور، حيث تقدم لنا وسائل أكثر للبقاء على تواصل مع الأهل والأصحاب، كذلك سيقبل العديد من أصحاب الهواتف الذكية على استخدام الأكسسوارات القابلة للارتداء للتواصل مع الآخرين بشكل مباشر من خلال توارد الخواطر، ويعتقد أن هذا الاتجاه سيحتل مكانة بارزة بحلول عام 2020.
ولا شك أن فكرة المدن الذكية مثيرة للاهتمام، إلا أن معظم هذا الذكاء قد ينتج في الواقع كأثر جانبي للسلوكيات المتغيرة في حياة المواطنين اليومية. وبما أن الإنترنت تجعلنا أكثر استنارة، يمكننا في المقابل اتخاذ قرارات أفضل. ويعتقد المستهلكون أن تطبيقات خرائط حركة المرور ومقارنة استهلاك الطاقة آنياً والتحقق من مستوى جودة المياه ستؤدي دوراً بارزاً في الحياة اليومية بحلول عام 2020.
وفيما تتيح لنا الإنترنت تبادل المعلومات بكفاءة وسهولة غير مسبوقة، من المحتمل أن تحظى فكرة الاقتصاد التشاركي بأهمية كبيرة. ويتقبل نصف أصحاب الهواتف الذكية فكرة تأجير الغرف الإضافية والأجهزة المنزلية الشخصية ومعدات الترفيه، فهي طريقة مريحة وتتيح توفير المال.
ويفضل 48٪ من أصحاب الهواتف الذكية استخدام هواتفهم لدفع ثمن السلع والخدمات، فيما يعتقد 80٪ أن الهاتف الذكي سوف يحل محل المحفظة التقليدية بالكامل بحلول عام 2020. وعلى الرغم من أن أصحاب الهاتف الذكي يدركون أهمية تبادل المعلومات، عندما تكون هنالك فائدة منها، فهم لا يرون ضرورة في إطلاع الجميع على شؤونهم في كل الأوقات. ويرغب 47٪ من أصحاب الهواتف الذكية بأن يكونوا قادرين على دفع الرسوم إلكترونياً دون نقل تلقائي للمعلومات الشخصية. في المقابل، يرغب 56٪ من أصحاب الهواتف الذكية بأن تكون جميع اتصالات الإنترنت مشفرة.
ويرى أصحاب الهواتف الذكية أن الخدمات السحابية على اختلاف أنواعها تمنحهم فرصة عيش حياة أكثر صحة وأطول. وهم يعتقدون أن تطبيقات الركض وقياس النبض وتحديد القيمة الغذائية للمأكولات تساعد على إطالة حياتنا بمعدل سنتين لكل تطبيق.
ويرحب المستهلكون بفكرة الروبوتات المنزلية، التي يمكن أن تساعد على أداء الأعمال اليومية. كما يعتقد 64٪ أن هذا الأمر سيكون شائعاً في المنازل بحلول عام 2020.
وسيواصل الأطفال دفع مستويات الطلب على تطبيقات إنترنت أكثر سهولة، على نحو يجعل العالم المادي من حولهم متصلاً بالشبكة، مثل شاشات أجهزتهم الإلكترونية. ويرى 46٪ من أصحاب الهواتف الذكية أن الأطفال سيتوقعون أن تكون جميع الأشياء متصلة عندما يشبون.
بدورها توقعت شركة أبحاث السوق الأميركية "آي دي سي" نمو الإنفاق على تقنيات الاتصالات والمعلومات بمعدل 3.8% خلال عام 2015 ليصل إلى ما يقارب 3.8 تريليونات دولار، وسيكون معظم ذلك النمو موجها نحو التقنيات المحمولة والحوسبة السحابية وتقنيات تحليل البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء.
ويرجح التقرير سيطرة تقنيات الاتصال اللاسلكية على 13% من الإنفاق على هذا القطاع، أي بمعدل 536 مليار دولار، لتكون هذه التقنيات هي الأسرع نموا في مجال الاتصالات العام المقبل.
ومع الإقبال المُستمر على أجهزة أندرويد وآبل الذكية، يتوقع التقرير أن تقود الهواتف اللوحية هذا القطاع في ظل تباطؤ نمو مبيعات الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية مُقارنةً بالسنوات الأخيرة، ليصل الإنفاق على هذه الأجهزة إلى 484 مليار دولار.
وتوقعت الشركة أن تنمو مبيعات الهواتف اللوحية بمعدل 60%، فيما ستكون مبيعات الأجهزة القابلة للارتداء مُخيبة للآمال -وفقا للتقرير- لتراوح بحدود أربعين إلى خمسين مليون وحدة فقط خلال عام 2015.
أبرز 10 اتجاهات استهلاكية
خلال عام 2015 التي يظهرها التقرير تبين ان المستقبل هو لمحتوى الفيديو

وبما أن تقنيات الحوسبة السحابية قد شهدت في الأعوام الماضية ازدهارا كبيرا قادته شركات كبرى على غرار غوغل وآمازون ومايكروسوفت فقد توقعت الشركة استمرار نمو هذ القطاع التقني خلال العام المقبل بحيث يصل الإنفاق على كافة تقنيات الحوسبة السحابية إلى 118 مليار دولار منها سبعون مليارا ستُنفق على أنظمة الحوسبة السحابية الموجهة للمستخدمين العاديين.
كذلك يتوقع التقرير أن يشهد العام المقبل تعاونا في سوق الحوسبة السحابية بين بعض الشركات العملاقة، حيث يرجح فرانك غينس -المحلل ونائب رئيس آي دي سي- احتمال تعاون فيسبوك مع مايكروسوفت، و"آي بي إم" وآمازون مع "إتش بي" في هذا المجال.
ومع التركيز المُستمر على تطوير وسائل جديدة لتحليل البيانات، يتوقع التقرير ازدياد الإنفاق على العتاد الصلب والبرمجيات والخدمات الموجهة للتعامل مع "البيانات الضخمة" ليصل إلى 125 مليار دولار، على أن يتضاعف الاهتمام بتطوير أنظمة مُخصصة لتحليل الوسائط المُتعددة بمقدار ثلاث مرات على الأقل.
وتتوقع الشركة نمو الإنفاق على تقنيات "إنترنت الأشياء" بمعدل 14%، مُتجاوزاً بذلك عتبة 1.7 ترليون دولار، على أن يصل إلى ثلاثة ترليونات دولار بحلول عام 2020، ويتوقع "غينس" أن تنشئ بعض شركات التقنية الكبرى -على غرار سيسكو و"آي بي إم" وإنتل- شركات تابعة لها هدفها تقديم حلول في مجال إنترنت الأشياء، كما رجح نمو الإنفاق الحكومي على "إنترنت الأشياء" بمعدل 25% بحلول عام 2018.
ومع الاهتمام المُتزايد بتقنيات حماية الخصوصية، تتوقع "آي دي سي" ارتفاع مُعدل استخدام الأجهزة المحمولة المُعتمدة على أنظمة التحقق من هوية المُستخدم عبر معلوماته الحيوية ليصل إلى 15% عام 2015، مع تأكيدها على ازدياد الرغبة بالاعتماد على تقنيات تشفير البيانات أثناء الاتصال بشبكة الإنترنت.
ويتوقع التقرير رواجا أكبر لتقنيات الطباعة الثُلاثية الأبعاد خلال عام 2015، مع ازدياد الإنفاق عليها بمعدل 27% ليصل إلى 3.4 مليارات دولار، كما رجح تصاعد تأثير الشركات الصينية بحيث تسيطر أجهزتها على ثلث مبيعات الهواتف الذكية، وارتفاع نسبة الصينيين المُعتمدين على الإنترنت لأغراض التجارة الإلكترونية، مُشكلين ما يُقارب 43% من مجموع المتسوقين عبر الإنترنت عالميا.


يمكنكم متابعة بسام القنطار عبر | http://about.me/bassam.kantar