تحوّلت الذكرى السنوية الأولى لجريمة تفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس، التي أودت بحياة 51 شهيداً وأكثر من 500 جريح، مناسبة للتنافس السياسي في المدينة. وزير العدل أشرف ريفي حاول «قطف» المناسبة عبر الاستئثار برعاية المهرجان وتجييره لمصلحته سياسياً، ما دفع معظم القوى السياسية، سواء الحليفة له أو تلك التي تناصبه خصومة سياسية، إلى مقاطعة المهرجان.
هكذا غاب عن المهرجان الذي أقيم السبت في باحة مسجد السلام، القريب من منزل ريفي، الرئيس نجيب ميقاتي والنائب محمد الصفدي والوزير السابق فيصل كرامي والجماعة الإسلامية وغالبية السلفيين، إضافة إلى نواب تيار المستقبل في طرابلس سمير الجسر ومحمد كبارة وبدر ونوس، ونواب المنية ـــ الضنية وعكار وفي مقدّمهم النائبان خالد ضاهر ومعين المرعبي، كما غاب وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، والنائبان السابقان مصباح الأحدب ومصطفى علوش. واقتصر الحضور الأزرق على نائب عكار العلوي خضر حبيب، وعضو المكتب السياسي للتيار محمد المراد.
مصادر متابعة أكّدت لـ«الأخبار» أن الشخصيات والقوى التي قاطعت المهرجان أوعزت الى مناصريها بمقاطعته أيضاً، وهو ما تجلّى في الحضور الهزيل.

قاطع المهرجان
خصوم ريفي ونواب المستقبل والجماعة والسلفيون

وسجّلت المصادر ارتياح خصوم ريفي لما سمّته «فشل المهرجان»، إذ تبيّن لميقاتي والصفدي أن ريفي الذي جاء به الرئيس سعد الحريري لمقارعتهما، «نمر من ورق»، فيما لمس كرامي أهمية قاعدته الشعبية التي التأمت حوله بالآلاف في الذكرى الـ27 لاغتيال عمّه الرئيس رشيد كرامي، «فيما لم يقوَ ريفي على جمع أكثر من 600 شخص في ذكرى فاجعة ودموية لم يمر عليها إلا سنة واحدة».
وأضافت المصادر أن المهرجان «أضاء على حساسية واسعة تجاه ريفي بين نواب المستقبل الذين يرى كل منهم فيه منافساً على مقعده النيابي، وبالتالي لا يوفرون مناسبة لمحاصرته سياسياً وشعبياً». وقد شكّل المهرجان «مناسبة لإيصال رسالة إلى الحريري والقيادة الزرقاء مفادها أن عليكم أن تعيدوا حساباتكم».
وقد تحدث في المهرجان خطيب مسجد السلام الشيخ بلال بارودي الذي طالب بـ«الإسراع في محاكمة الفاعلين والمحرضين وإنزال أشد العقوبات بحقهم»، تلاه أحمد عبوس (أبو عشير) باسم أهالي الشهداء، حيث ألقى كلمة دعا فيها ريفي إلى «ترك المسؤولية لغيركم، إذا كنتم أنتم نواب ووزراء طرابلس غير قادرين على إحقاق الحق والعدل، لأنكم ستفقدون المصداقية بين الناس».
وقد ردّ وزير العدل على عبوس بمداخلة من خارج النص، أكد فيها «قيامي بتعهداتي وإلا فإنني سأستقيل»، و«سأكون عند حسن ظنكم جميعاً في تمثيلي طرابلس داخل الحكومة، وسأخضع للحساب أمامكم، فنحن نريد العدالة لا الثأر ولا الانتقام»، واعداً بمتابعة هذه القضية «لإحقاق الحق وإقامة العدالة، إلى أن ينال المجرمون والمحرضون عقابهم».