خلال يومَين فقط من نشرها على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، حازت أغنية الرابر الأميركي الشهير ماكلمور الداعمة لفلسطين انتشارها واسعاً، بعدما أرفقها بمقطع تضمّن مشاهد من غزّة من جهة في مقابل أخرى لمسؤولين صهاينة وغربيّين توجّه إليهم بالسهام المنتقدة. الأغنية التي تستوحي ألحانها من الأخوَين الرحباني، وتحديداً من أغنية «أنا لحبيبي» لفيروز، تحمل اسم Hind’s Hall، أي «قاعة هند»، وهو الاسم الذي أطلقه المتظاهرون في «جامعة كولومبيا» على «قاعة هاملتون» تحيّةً للطفلة الشهيدة هند رجب التي قضت بنيران الاحتلال مع عائلتها، بمن في ذلك قريبتها ليان حمادة التي انتشر تسجيل صوتي لمكالمة لها مع الهلال الأحمر الفلسطيني، إضافة إلى الطاقم الذي ذهب إلى إنقاذها مع هند. وحصل المقطع على أكثر من مليونَي مشاهدة على إنستغرام في أقلّ من 48 ساعة، علماً أنّ الأغنية لم تصدر بشكل رسمي بعد، ما يُظهر حجم المتابعة العالمية المتزايدة لفلسطين وخصوصاً في الغرب، بالتزامن مع موجة التظاهرات التي تضرب الجامعات هناك رفضاً للعدوان الإسرائيلي الإجرامي المستمرّ على قطاع غزّة منذ أكثر من سبعة أشهر. وأكّد الفنّان الأميركي أنّ عائدات الأغنية ستذهب إلى وكالة الأونروا حال صدور الأغنية. في كلمات الأغنية أنّ «إسرائيل تعتمد على نظام فصل عنصري لدعم احتلال استمرّ 75 عاماً». وينكر ماكلمور تهمة «معاداة الساميّة» قائلاً: «نحن نرى أكاذيبكم وزعمكم أنّ معارضة الصهيونية هي معاداة السامية، ونرى أشقّاءنا اليهود يتظاهرون ويهتفون فلسطين حرّة». ويتوجّه في الأغنية إلى الرئيس الأميركي جو بايدن قائلاً: «أياديك ملطّخة بالدماء، لن تحصل على صوتي» (في الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة المقرّر إجراؤها في وقت لاحق من العام الحالي). كما ينتقد ماكلمور الأوساط الموسيقيّة والفنيّة في الولايات المتّحدة لصمتها حيال الحرب الهمجيّة على غزّة، متّهماً إيّاها بالتواطؤ.هي ليست المرّة الأولى التي يُشهر فيها ماكلمور تضامنه مع فلسطين، فهو ثابر منذ بدء العدوان على كشف المجازر الصهيونية على صفحاته، وهو ما فعله عدد لا بأس به من المشاهير الأميركيّين، لكنّهم بقوا يُعتبرون بمثابة المجموعة «الهامشية» (niche) التي لا تلقى الآذان الصاغية بما فيه الكفاية، إلى أن نفضت التظاهرات القائمة حاليّاً الغبار عن هذا الواقع، وكشف الطلّاب عن وعي لافت حيال القضيّة الفلسطينيّة برمّتها.