لم يستسلم طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية بعد، لكن استمرار نجاح حراكهم مرتبط بتحدي توسيع رقعته بعدما بدأ يحظى بتأييد وتضامن طلاب من جامعات أخرى وناشطين في المجتمع المدني وبعض الجمعيات وبعد الحصول على توقيعات 4500 طالب أقروا بالمشاركة في الاعتصامات ومقاطعة الصفوف. فهل انتهت القضية هنا، أم أنّ الحراك سيتخذ أشكالاً أخرى بعد عطلة عيد الأضحى ويؤسس للحركة الطلابية المنتظرة؟
أمس، انضم طلاب من الجامعة الأميركية في بيروت وطلاب من الجامعة اليسوعية إلى الاعتصام الذي نفذ أمام المدخل الرئيسي للجامعة، متزامناً مع اعتصام نظمه طلاب الجامعة في الداخل، ترافق مع توقيف الدروس بين الواحدة والثانية ظهراً.
«ساعدوني لتأمين المبلغ المتبقي لزيادة الأقساط»، أغنية عزفتها مجموعة شبان من الجامعة للدلالة على الصعوبة التي يواجهها كثيرون في دفع أقساطهم. ورفضت إحدى الطالبات «الأسلوب المادي» الذي تعتمده إدارة الجامعة مع طلابها، فرفعت لافتة كتب عليها «إن كنا نرتدي ثياباً أنيقة، فهذا لا يعني أنها ليست من محال رخيصة».
تلاقت الأغاني والشعارات بين داخل الحرم وخارجه لتحمّل الكثير من الأمل بالنسبة إلى استمرار هذه الحركة. لم يستنزف الطلاب كل أفكارهم، كما تقول سارة بحر، إحدى منظمات الحراك، مشيرة إلى أننا «سنبدع أفكاراً جديدة كل يوم، وسنصعّد تحركنا حتى تتجاوب إدارة الجامعة مع كل مطالبنا».
بالقرب من المدخل، ينهمك بعض الطلاب في كتابة رسائل إلى رئيس الجامعة د. جوزيف جبرا، يشرح فيها كل منهم موقفه من الزيادة غير العادلة وغير المحقة على الأقساط. وسيعمد القيّمون إلى إيصال صندوق الرسائل فور امتلائه إلى الرئيس والمسؤولين عن شؤون الطلاب.
وكان عميد الطلاب رائد محسن، قد توجه إلى المدخل الرئيسي خلال التحرك، فدعا الطلاب باسم الجهة المنظمة إلى عدم دخول الصفوف طوال فترة الاعتصام الممتد لساعتين تقريباً. الرجل يتعاطى ببرودة تامة مع قضية الإضراب ومقاطعة الصفوف، فيقول في دردشة لـ«الأخبار»، إنه إذا «تعطّلت الصفوف ساعة فسيتأخر الفصل الدراسي ساعة، أما إذا تعطّلت أسبوعاً فسيتأخر أسبوعاً». وكانت وتيرة العمل داخل مكتب شؤون الطلاب قد نشطت في الأيام القليلة الماضية؛ إذ وجّه محسن رسائل إلكترونية عدة إلى الطلاب يدعوهم فيها إلى حضور عرض فيلم، أو إلى المشاركة في رحلة تزلج وكأن لا شيء يحدث في الجامعة.
اللافت البارحة كان إقدام إحدى الطالبات على نشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لطالبة من الجامعة، تشرح فيه للطلاب بالأرقام الأموال التي تحصل عليها الجامعة كربح صافٍ، والتي تصل إلى نحو خمسين مليون دولار، وقد يكون رقماً مبالغاً فيه، لكن يتوقف عنده الطلاب وسط استمرار رفض الجامعة، بصورة قاطعة، الإفصاح عن موازنتها لهذا العام، ويجددون على حقهم في الحصول على المعلومات في هذا الشأن.
حضور طلاب الجامعتين، الأميركية واليسوعية، أعطى زخماً ودفعاً معنوياً للحراك. يقول جان قصير من الجامعة الأميركية: «لم أحضر فقط للتضامن؛ فنحن نعاني أيضاً من رفع الأقساط، لكنني أتيت للاعتراض على التصرف اللاأخلاقي الذي قامت به الجامعة بحق طلابها على حد تعبيره. أما في الجامعة اليسوعية، فقد سبق «لحركة إزعاج» أن أصدرت بياناً تضامنياً مع الحراك، رفضت فيه الزيادة في الجامعة التي وصلت إلى 11%. وقد برّر البيان عدم تحرك طلاب اليسوعية حتى الآن بأن الانتخابات الجامعية باتت على الأبواب، والأحزاب غير مكترثة لأي شأن مطلبي في الوقت الحاضر، وهي مشغولة بالإعداد للاستحقاق. لكن «حركة إزعاج» دعت الطلاب إلى التوحد بعيداً عن جمع الأصوات، وذلك في محاولة لخلق حراك مماثل في الجامعة اليسوعية.