وفقاً للأرقام الرسمية، فإن عدد اللاجئين في تركيا خمسة ملايين، منهم ثلاثة ملايين و750 ألف لاجئ سوري
وفي السياق نفسه، أثارت تصريحات رئيس بلدية هاتاي الكبرى (الإسكندرون)، لطفي صاواش، والتي قال فيها إن «المحافظة تَخرج من أيدي الأتراك، لأن ثلاثة من كلّ أربعة أطفال يولدون، هم من السوريين»، ردود فعل متعدّدة، وألقت الضوء على أبعاد أخرى لهذه القضية. وقال صاواش إن «عدد سكان هاتاي هو مليون و670 ألفاً»، مضيفاً أنه «وفق الأرقام الرسمية، هناك نصف مليون لاجئ سوري، بينما تشير الأرقام غير الرسمية إلى 800 ألف، أي أن شخصاً من كلّ اثنين هو سوري. كما أن نسبة الولادات في هاتاي من قِبَل السوريات، هي 75% من مجموع الولادات». وبناءً عليه، استنتج بأن «ثلاثة أرباع الولادات هي لسوريين»، معتبراً أن «هذا يخرّب الجينات من ناحية نفسية». وأضاف أن «كلّ امرأة سورية أنجبت، خلال ستّة أعوام، ستّة أطفال»، متابعاً أن «معظم السوريين لهم أربع زوجات وينجبون». وأكد أنه «من ناحية ديموغرافية، هذا ليس لمصلحتنا ولا يسرّ أحداً»، منبّهاً إلى أنه «إذا استمرّ الوضع هكذا، فإن السوريين إذا ترشّحوا لرئاسة البلديات، سيربحون». وفي الإطار نفسه، أشار صاواش إلى أن «ناخباً من كلّ أربعة في منطقة يايلاداغ في هاتاي، هو من السوريين». وخلص إلى أنه «إذا لم نحسب أصوات السوريين، يربح حزب الوحدة الكبير، وإذا حسبناها يربح حزب العدالة والتنمية». وحذّر من أن «الوضع في ريحانلي أسوأ، حيث كلّ صوت سوري يُحدث فرقاً بنسبة مئة في المئة»، قائلاً: «نحن لا نريد أن نكون غرباء في وطننا. هذه مسألة وطنية. إذا ذهبت هاتاي ذهب كلّ شيء». ورأى صاواش أن «إعطاء الجنسية للسوريين، وحقّ الترشّح والانتخاب، خطأٌ كبير»، متوقّعاً أنه «بعد 12 سنة، سيُصبح رئيس بلدية هاتاي سوريّاً». كذلك، لفت إلى أنه «بالرغم من أنّه لا يحقّ للسوريين شراء الأراضي بمفردهم، هم يشترونها بالشراكة مع أتراك».
وردّت وزارة الداخلية التركية بحدّة على تصريحات صاواش، واصفةً إيّاها بـ«الأكاذيب» التي تُخالفها الأرقام الرسمية. وقال نائب وزير الداخلية، إسماعيل تشاتاكلي، إن «واحداً من كلّ أربعة أطفال يولدون في هاتاي، هو من السوريين، كما أن نسبة الولادات بين السوريين، هي 8% من مجموع الولادات على مستوى تركيا». ورأى تشاتاكلي أن «كلام صاواش يدخل في باب التحريض والعنصرية والذهنية الفاشية»، مُعلِناً أنّه سيدّعي أمام القضاء عليه. ويُذكّر هذا السجال بسجال سابق كان رئيس بلدية بولو تانجو أوزكان، التابع لـ«حزب الشعب الجمهوري»، قد أطلق شرارته، قبل حوالى ثلاثة أشهر، حين قال إنه لو كان لاجئاً سوريّاً لكان ممتنّاً جدّاً لإردوغان. وأشار إلى أن «كلّ عائلة سوريّة تحصل على مساعدات من الدولة، ومن الهلال الأحمر، ومن أكثر من ثلاث أو أربع جهات أخرى». وانتقد أوزكان اللجوء السوري، مؤكداً أنه «لم يَعُد هناك خبزٌ لنتقاسمه مع اللاجئين». وكرّر أوزكان كلامه، قبل حوالى شهر، الأمر الذي استدعى تقديم شكوى ضدّه من قِبَل «جمعية حماية حقوق اللاجئين»، بتهمة اعتماد خطاب كراهية ضدّهم.
ووفقاً للأرقام الرسمية، فإن عدد اللاجئين في تركيا خمسة ملايين، منهم ثلاثة ملايين و750 ألف لاجئ سوري. لكن العديد من الباحثين يعتقدون أن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير، موضحين أنه يعادل نسبة عشرة في المئة من مجموع سكّان تركيا، البالغ 84 مليوناً. ويدافع نائب رئيس «حزب العدالة والتنمية»، محمد أوزحاسكي، عن اللاجئين، مؤكّداً أنه «بفضلهم، تقف الصناعة في بعض المدن على قدمَيها». ويقول: «اذهبوا إلى غازي عينتاب، وانظروا كيف أن مئات الآلاف من اللاجئين يعملون في أصعب المهن وأقساها. كذلك الأمر في قطاع الزراعة، حيث يعملون بأجور أقلّ من الحدّ الأدنى، وبلا شروط. وهذا أمرٌ يعرفه الجميع».