على مدار أكثر من 22 عاماً، مُنعت الجمهورية الشعبية الصينية من إرسال روّاد فضاء إلى المحطّة الدولية بقرار أميركي. لكنها على رغم ذلك لم تيأس، بل عكفت على مراكمة خبرات وتجارب، بإمكانات ذاتية، سرعان ما مكّنتها من أن تصبح، خلال فترة وجيزة، منافساً جدّياً ومستقلّاً في هذا المجال. واقعٌ بات يشكّل همّاً دائماً للولايات المتحدة، التي كانت لا تزال، حتى وقت قريب، تعيش على "أمجاد" وصولها إلى القمر، فيما خصومها وصلوا القمر والمريخ ويخطّطون لما بعدهما. إزاء ذلك، وفي ظلّ التحدّيات الكثيرة المحيطة بوكالة الفضاء الأميركية، تُراهن واشنطن اليوم على مجموعة مشاريع، على رأسها «آرتيمس»، منتظرةً منها أن تعيد إليها أملها المفقود. لكن هذا الأمل لا يبدو مضمون التحقُّق بالنظر إلى شراسة المنافسة، وتعاظم التعاون البيني على جبهة الخصوم، خصوصاً منهم روسيا والصين، حتى بات يمكن القول إن نظرية رونالد ريغن عن أن «القوّة معنا» حصراً، لم تَعُد ذات صلة بالواقع