وجهت بيونغ يانغ اليوم، تهديداً ضمنياً لواشنطن، على خلفية مزاعم حول نية واشنطن «إطالة أمد مفاوضات نزع السلاح النووي» في شبه الجزيرة الكورية، انتظاراً لانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة 2020.ونقلت «وكالة الأنباء المركزية الكورية» عن نائب وزير الخارجية المسؤول عن العلاقات مع الولايات المتحدة ري تاي سونغ، قوله «إن واشنطن حريصة على كسب الوقت بدلاً من تقديم تنازلات»، مضيفاً أن «الحوار الذي تدعو الولايات المتحدة إليه، في جوهره، ما هو إلا حيلة بلهاء حيكت لإبقاء ارتباط جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية (الشمالية) بالحوار واستغلال ذلك لصالح الموقف السياسي والانتخابات في الولايات المتحدة».
وتابع ري تاي «فعلت بيونغ يانغ قصارى جهدها من أجل عدم الرجوع عن الخطوات المهمة التي اتخذتها بمبادرة ذاتية منها... لا يتبقى الآن سوى الخيار الأميركي، والمسألة ترجع لواشنطن في تحديد هدية عيد الميلاد التي ستختار الحصول عليها».
وتطلب كوريا الشمالية من واشنطن تخفيف موقفها في مفاوضات نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، التي لم تحقق تقدماً يذكر، رغم انعقاد ثلاثة اجتماعات بين زعيمي البلدين.
وتعليقاً على الكلام الكوري الشمالي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه ما زال يثق بزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، لكنه أشار إلى أن كيم «يحب إطلاق الصواريخ، أليس كذلك؟». وأضاف ترامب اليوم للصحافيين خلال اجتماع مع الأمين العام لحلف «شمال الأطلسي» في لندن: «هذا هو السبب في أنني أسمّيه (كيم) رجل الصواريخ». وقال إنه يأمل أن يتخلص كيم من الأسلحة النووية، لكنه أضاف «سنرى».
وفي الأسبوع الماضي أطلقت كوريا الشمالية صاروخين قصيري المدى في البحر قبالة ساحلها الشرقي، وذلك في أحدث اختبار لمنصة ضخمة لديها لإطلاق الصواريخ المتعددة. ويعتبر الاختبار محاولة لتذكير الولايات المتحدة بمهلة حتى نهاية العام حدّدها كيم لواشنطن لإظهار المرونة في المحادثات المتوقفة بشأن نزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية.
من ناحية أخرى، قال ترامب إنه يمضي قدماً في مفاوضات مع الدولتين الحليفتين كوريا الجنوبية واليابان لتتحمّلا المزيد من تكاليف نشر القوات الأميركية فيهما. وأضاف ترامب إن كوريا الجنوبية وافقت في العام الماضي على دفع قرابة 500 مليون دولار إضافية سنوياً من أجل «الحماية الأميركية»، مؤكداً أن بلاده «تريد الآن تعهدات أخرى».
وسُئل ترامب عمّا إذا كانت مصلحة الأمن القومي الأميركي تقتضي وجود قوات أميركية في شبه الجزيرة الكورية، فقال: «الأمر قابل للنقاش. أستطيع السير في أي من الطريقين. أستطيع تقديم حجج على الوجهين»، وأضاف «لكنني أعتقد هذا، أعتقد أننا إذا كنا سنفعل ذلك، فإنهم يجب أن يشاركوا في العبء بطريقة أكثر عدلاً».