يرى البعض أنه لم يعد لمسابقة كأس لبنان لكرة القدم تلك الأهمية التي طبعتها سابقاً كونها لم تعد مؤهلة إلى أي بطولةٍ خارجية، لكن بمجرد أن نقول بأن كلاًّ من الأنصار والنجمة يملك فرصةً لإقصاء الآخر من المسابقة، فإن هذه المواجهة تعدّ بطولةً بحدّ ذاتها حتى لو أنهما التقيا أكثر من مرّة في الموسم الحالي.قطبا الكرة اللبنانية سيلتقيان الأحد الساعة 16.00 على ملعب رشيد كرامي البلدي في طرابلس في الدوري الربع النهائي للكأس، وهو «ديربي» يعدّ مهماً جداً لهما لاعتباراتٍ عدة، أوّلها لأنهما يحتاجان إلى خوض لقاءٍ بمستوى تنافسي عالٍ بعدما غابا عن الملعب قسراً في الأسبوع الماضي بعد التأجيل المفاجئ لمباراتيهما، وذلك في خضم حاجتهما للعب، إذ إن الأنصار كان قد سقط في فخ التعادل أمام الراسينغ (1-1) قبل التوقف، وهو أراد اللعب مجدداً لاستعادة نسقه بعدما سار بمستوى تصاعدي لأسابيع عدة. أما النجمة فقد أصيب بضررٍ بالتأكيد جراء عدم خوضه لمواجهته مع الراسينغ حيث كانت الفرصة مؤاتية بالنسبة إليه للبناء على فوزه الأخير أمام الصفاء (2-1)، وذلك لوضع المزيد من الضغوط على كلٍّ من الأنصار والعهد اللذين لم يعودا بعيدين عنه حيث تفصله نقطتان عن الأول ونقطة واحدة عن الثاني.
«ديربي» الكأس بين الغريمين يعدّ بطولةً بحدّ ذاتها


أضف إلى كل هذا المشهد هو أن مسابقة الكأس لا تزال تعني الكثير بالنسبة إلى الفريقين، إذ إن «الأخضر» أحرزها للمرة الاخيرة في ختام موسم 2020-2021 على حساب غريمه تحديداً (3-1 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1)، ليردّ «النبيذي» في الموسم الذي تلاه ويخطفها منه بفوزه عليه (2-1) في المباراة النهائية، ثم احتفظ باللقب في الموسم الماضي على حساب العهد (4-3 بركلات الترجيح بعد تعادلهما سلباً).
من هنا، تعود ذكريات إحراز «الدوبليه» قبل 3 أعوامٍ لتدغدغ صدور الأنصاريين الذين يعرفون أن أسهمهم مرتفعة لاستعادة لقب الدوري، والأمر عينه سيكون في كأس لبنان إذا ما أبعدوا النجمة عن المسابقة، لتكون بالتالي الفرصة متاحة أمامهم لجعل رصيدهم مضاعفاً عمّا أحرزه غريمهم التقليدي في هذه المسابقة، إذ إنه رفع كأسها 15 مرة (رقم قياسي) مقابل 8 مرات للقطب البيروتي الآخر الذي يقف في المركز الثاني على اللائحة الذهبية.

(طلال سلمان)

ولا يمكن إغفال أيضاً بأن النجمة وبعدما اختلطت أوراق الدوري عاد ليؤمن بحظوظه بالصعود إلى منصة التتويج للمرة الأولى منذ 10 أعوامٍ، ولو أنه يلاحق حالياً خصمان جاهزان للتتويج أيضاً بفعل امتلاكهما أفضل الأسماء المحلية والأجنبية. وفي هذا السياق فإن إطاحته بالأنصار ورفع أسهمه بالفوز بكأس لبنان سيعزّز من مسألة إمكانية إحرازه «الدوبليه» للمرة الأولى في تاريخه، أو أقلّه مراضاة جماهيره في نهاية الموسم إذا لم يحقق اللقب الأهم (الدوري) الذي طال انتظاره بالنسبة إليه.
إذاً هي مواجهة باعتباراتٍ عدة مهمة، وهو ما تشي به الأجواء المحيطة بالناديَين بحيث يستعد مشجعو النجمة لشدّ الرحال باتجاه عاصمة الشمال طرابلس التي لطالما اعتُبرت قلعةً للأنصاريين الذين يتوافدون لملء المدرجات بهدف مؤازرة فريقهم الذي سبق والتقى بغريمه في 15 مناسبة سابقة على مستوى الكأس فائزاً في 10 مباريات مقابل تعرّضه لـ 5 هزائم، علماً أن الأنصار سجّل 27 هدفاً بالكأس في مرمى النجمة مقابل 18هدفاً سجّلها الأخير في شباكه ضمن لقاءاتهما في هذه المسابقة.
بكل الأحوال من يتابع كرة القدم اللبنانية منذ زمنٍ بعيد يعرف أن «ديربي» الكأس لا يقلّ شأناً عن «ديربي» الدوري، وخصوصاً عندما تحتضن طرابلس هذه المواجهة النارية، فهناك أقيمت بينهما أجمل لقاءات كأس لبنان على الإطلاق، وذلك في المباراة النهائية عام 1996 عندما فاز الأنصاريون 4-2 بعد التمديد.