المباراة الأهم في موسم العهد لا بل الأهم في تاريخ كرة القدم اللبنانية منذ 5 أعوام أي منذ تتويج «الأصفر» بلقب مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي التي سيخوض مباراتها النهائية للمرة الثانية، الأحد الساعة 19.00 بتوقيت بيروت، في مواجهة سنترال كوست مارينرز الأسترالي.ومما لا شك فيه أن الآمال المعقودة على بطل الدوري اللبناني في الموسم الماضي كبيرة جداً، على اعتبار أنه يضمّ كوكبة من نخبة اللاعبين المحليين، وأيضاً أجانب حاسمين يمكنهم في أي لحظة رفع الفريق إلى مستوى آخر، وهو أمرٌ مطلوب أمام خصمٍ قوي جداً، سار بثبات في مشواره القاري مكتسحاً المنافسين بنتائج كبيرة في محطاتٍ عدة.

موقعة بين الأفضل
لذا يمكن اعتبار أنه وبعد مرور 20 عاماً على انطلاق كأس الاتحاد الآسيوي لم تشهد هذه المسابقة الكثير من الفرق على شاكلة المارينرز الذين يطمحون إلى دخول التاريخ من خلال تسجيل أسمائهم في السجل الذهبي للبطولة، وأيضاً إحراز آخر لقبٍ فيها قبل انتقال الاتحاد الآسيوي إلى تطبيق الهيكلية الجديدة لمسابقات الأندية التي ستتضمن 3 مستويات ابتداءً من الموسم المقبل بحيث ستتضمن مسابقة دوري أبطال آسيا للنخبة، وأخرى رديفة تحت مسمّى دوري أبطال آسيا 2، وكأس التحدي الآسيوي المنتظر أن تكون الفرق اللبنانية مشاركة فيها استناداً إلى المعايير التي يضعها الاتحاد القاري، والتي تلتقي مع ما تملكه من مقوّمات تقنية.
أي إنجازٍ ربما يدفع المسؤولين لتحمّل مسؤولياتهم تجاه الرياضة التي تحمل الإنجازات في موازاة غياب إنجازاتهم لتحسين الوضع العام


وبالتأكيد يمكن للعهد أن يعوّل على خبرته في المسابقة وفي خوض نهائي من هذا النوع، إذ إن الفريق اللبناني هو من أكثر الفرق التي شاركت في كأس الاتحاد الآسيوي حيث حضر في 12 مناسبة، بينها تلك الحالية التي عرف خلالها مشواراً مختلف الأوجه، بحيث شعر بالضغوط أحياناً، وقارب الخروج في أحيانٍ أخرى، وسطّر انتصارات ملحمية رائعة منها تلك التي حملته إلى المباراة النهائية على حساب النهضة العُماني.
وهناك في سلطنة عُمان التي اعتمدها أرضاً له بدايةً، سيلعب العهد في مجمع السلطان قابوس الرياضي، النهائي الكبير أمام منافسٍ بدا قوياً طوال المشوار الذي بدأه بخسارةٍ غير متوقعة أمام تيرينغانو الماليزي بهدفٍ عكسي بعد تسيّده المباراة، لينطلق بعدها بقيادة مدربه مارك جاكسون الذي حلّ مكان صانع الفوز بلقب الدوري الموسم الماضي نيك مونغومري، نحو تسجيل انتصارات لافتة منها على ستاليونز الفيليبيني 9-1 ضمن دور المجموعات. كما أطاح بمواطنه ماكارثر بطل كأس أستراليا بعد تغلبه عليه في نهائي منطقة «الآسيان» رغم أن الأخير كان من أقوى الفرق التي أطلت على الجمهور الآسيوي في النسخة الحالية.

التاريخ ينتظر العهد
بكل الأحوال هي مباراة نهائية تعيد نوستالجيا قديمة لناحية أن الفرق اللبنانية سجّلت حضوراً سابقاً في نهائي المسابقة الآسيوية منذ بداياتها، فحضر النجمة في نهائي النسخة الثانية عام 2005 وخسر اللقب أمام الفيصلي الأردني بعد سقوطه 0-1 ذهاباً في عمّان، و2-3 إياباً على أرضه. كما بلغ الصفاء نهائي النسخة الخامسة عام 2008، وخسر أمام المحرق البحريني بسقوطه 1-5 ذهاباً في المنامة، ومن ثم 4-5 في بيروت.
لكن لا بدّ أن يحمل العهد قصةً جميلة مرةً أخرى ويحرز الجائزة الكبرى، ويعيد إحياء ذاك الزمن الذي عرفت فيه الفرق اللبنانية محطات مشرقة على الساحة الدولية.
لا بدّ للعهد أن يفعلها مجدداً ويضع نفسه بين كبار هذه المسابقة إلى الأبد بحيث سيتساوى مع الفيصلي والمحرق على اللائحة الذهبية برصيد لقبين، وخلف الكويت الكويتي والقوة الجوية العراقي اللذين ظفر كلٌّ منهما بثلاثة ألقاب.
اليوم الفرصة متاحة وغداً قد تتغيّر الأمور، فممثّل لبنان كافح للوصول إلى هذه المرحلة وسط صعوبات قد تتضاعف في الأعوام المقبلة وسط تأزّم الأوضاع في البلاد عامةً وتأثّر كرة القدم بشكلٍ مباشر بالأزمات.
لهذا السبب، سيلعب العهد الأحد للجميع بغضّ النظر عن المنافسة الداخلية التي جعلت شريحة من المشجعين ضد «الأصفر»، لكن مجرد رفع الكأس مجدداً سيجدّد الثقة بالكرة اللبنانية عامةً، وربما يدفع المسؤولين عن البلاد لتحمّل مسؤولياتهم تجاه اللعبة الشعبية والرياضة التي تحمل وحدها الإنجازات في موازاة غياب إنجازاتهم لتحسين الوضع العام.