صنعاء | مع اقتراب حلول عيد الفطر، كثّفت قوات صنعاء البحرية جهدها العسكري في البحر الأحمر في الأيام الماضية. وقالت مصادر عسكرية وملاحية، لـ«الأخبار»، إن تلك القوات شنّت أكثر من عملية هجومية ضد السفن العسكرية الأميركية والبريطانية في الساعات الماضية، وخاضت أكثر من اشتباك بحري معها في جنوب البحر الأحمر وبالقرب من مضيق باب المندب. وحتى فجر أمس، كان التوتر مستمراً عند مستويات عالية، حيث أكدت مصادر محلية في المخا الواقعة على باب المندب، غرب تعز، لـ«الأخبار»، سماع انفجارات كبيرة، في إشارة إلى استمرار العمليات. وفي هذا الإطار أيضاً، أعلن الاتحاد الاوروبي تعرّض إحدى سفنه الحربية لهجوم من قبل قوات صنعاء، أمس، في البحر الأحمر. وقالت مهمة «أسبيدس» الأوروبية إن هجوماً صاروخياً انطلق من مناطق سيطرة «أنصار الله» استهدف الفرقاطة الألمانية «هيسين»، مضيفة أن الهجوم مثّل تهديداً مباشراً للفرقاطة والسفن الأوروبية في البحر الأحمر، وهو الثاني ضد «هيسين» في غضون شهر. وأفادت مصادر أخرى، بدورها، بأن مهمة «أسبيدس» اعترضت صاروخاً ثانياً كان يستهدف سفناً تجارية ولم يؤد إلى أي خسائر، على حد قولها. وكانت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية»، قد أعلنت، مساء أول من أمس، تلقيها تقريراً يفيد بوقوع هجوم على سفينة تجارية على بعد 60 ميلاً بحرياً جنوب غرب الحديدة. وأشارت إلى أن ربان السفينة أبلغ عن تعرض سفينته لصاروخين من قبل قوات صنعاء البحرية، وأنه جرى التصدّي لأحد الصاروخين، بينما وقع الثاني في المياه. وتُعد هذه العملية الثالثة منذ مساء الجمعة الماضي، إذ أعلنت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، تعرّض قطعها العسكرية في البحر الأحمر لهجمات من قبل قوات صنعاء، وقالت إن قواتها اعترضت صاروخاً باليستياً أطلق من مناطق سيطرة «أنصار الله». وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «هيلينك شيبينغ نيوز»، المتخصّصة في الشحن البحري العالمي، أن قيام السفن التجارية بالتلاعب ببيانات نظام «التعرف الآلي» أثناء مرورها في البحر الأحمر بهدف التخفّي، غير مجد. وأشارت إلى أن محاولات التمويه تعرّض السفن للخطر وتحوّلها إلى أهداف أكثر جاذبية للهجمات اليمنية.
قائد البحرية الأميركية يشتكي في الرياض من الكلفة المالية الباهظة للعمليات البحرية


وأعلن الناطق باسم قوات صنعاء البحرية، العميد يحيى سريع، تنفيذ خمس عمليات هجومية خلال 72 ساعة استهدفت سفناً تجارية بريطانية وإسرائيلية وفرقاطات أميركية. وقال في بيان إن العمليات استهدفت السفينة البريطانية «هوب آيلاند»، وعدداً من الفرقاطات الحربية الأميركية في البحر الأحمر في البحر الأحمر، وسفينتين إسرائيليتين كانتا متجهتين إلى موانئ فلسطين المحتلة، هما «غريس» التي استُهدفت في المحيط الهندي و«جينا» في البحر العربي، وأن عملية الاستهداف تمّت بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنّحة.
في هذا الوقت، أكدت مصادر في صنعاء وصول قائد البحرية الأميركية، الأميرال جورج وايكوف، إلى الرياض، حيث التقى برئيس أركان القوات البحرية السعودية، فهد الغفيلي. وفي حين قالت وسائل إعلام سعودية إنّ اللقاء تركّز على تعزيز التعاون البحري بين واشنطن والرياض، فإن مصادر ديبلوماسية مطلعة أكدت، لـ«الأخبار»، أن البحرية الأميركية تحاول الحصول على دعم لاستمرار عملياتها في البحر الأحمر. وأفادت المصادر بأن ويكوف أبلغ الجانب السعودي بمواجهة بلاده صعوبة في تمويل تلك العمليات «الباهظة»، وأنها قد تقلّص الحضور العسكري، ما سيعزز نفوذ «أنصار الله». ورغم إعلان واشنطن، في شباط الماضي، اعتماد ملياري دولار لدعم عمليات القيادة المركزية في البحر الأحمر، إلا أن ارتفاع كلفة العمليات البحرية يشير إلى أن هذه المبالغ التي تم تضمينها في الموازنة الدفاعية، توشك على النفاد في ظل استمرار الهجمات بوتيرة أكبر من المتوقع.
وأدى استمرار فشل تحالف «حارس الازدهار»، وارتفاع وتيرة هجمات صنعاء على السفن المحظورة إلى أكثر من 90 عملية، إلى اتساع أزمة ثقة الشركات الملاحية الدولية بجدوى عمليات البحرية الأميركية في البحر الأحمر، ودفعا بعدد من الشركات المرتبطة بأميركا وبريطانيا وإسرائيل، إلى تجنّب مرور سفنها في تلك المنطقة. وفي هذا الإطار، أعلنت شركة «أوشين نتوورك إكسبرس» الصينية للشحن تأجيل تشغيل الخط الملاحي إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة، بسبب استمرار هجمات «أنصار الله» في البحر الأحمر ضد السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا. وقالت الشركة، في بيان إنها «ستقوم بتأجيل بدء خدمة الساحل الشرقي إي سي 4 حتى يستقر الوضع»، مشيرة إلى أنه كان من المقرر أن يُعاد تشغيل ذلك الخط الملاحي في منتصف نيسان. وبحسب موقع «سي تريد ماريتايم» الأميركي، فإن الخدمة التي تربط آسيا والساحل الشرقي للولايات المتحدة، تم تعليقها في أواخر تشرين الأول الماضي.